إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما رأيناك أتيت أمرًا أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر

          7102- 7103- 7104- وبه قال: (حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ المُحَبَّرِ) بفتح الموحَّدة والدَّال بعدها لامٌ مخفَّفًا، والمُحَبَّر: بضمِّ الميم وفتح الحاء المهملة والموحَّدة المشدَّدة بعدها راءٌ، اليربوعيُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عَمْرٌو) بفتح العين، ابن مرَّة قال: (سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ) شقيق ابن سلمة (يَقُولُ: دَخَلَ أَبُو مُوسَى) عبد الله بن قيسٍ الأشعريُّ (وَأَبُو مَسْعُودٍ) عقبة بن عمرٍو(1) البدريُّ الأنصاريُّ (عَلَى عَمَّارٍ) هو ابن ياسرٍ ☺ (حَيْثُ) بالمثلَّثة، وللكشميهنيِّ: ”حين“ (بَعَثَهُ عَلِيٌّ) ☺ (إِلَى أَهْلِ الكُوفَةِ يَسْتَنْفِرُهُمْ) يطلب منهم الخروج إلى البصرة لعليٍّ على(2) عائشة ☻ (3) (فَقَالَا) أي: أبو موسى وأبو مسعودٍ لعمَّارٍ: (مَا رَأَيْنَاكَ أَتَيْتَ أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدَنَا مِنْ إِسْرَاعِكَ فِي هَذَا الأَمْرِ مُنْذُ أَسْلَمْتَ، فَقَالَ عَمَّارٌ: مَا رَأَيْتُ مِنْكُمَا مُنْذُ أَسْلَمْتُمَا أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدِي مِنْ إِبْطَائِكُمَا عَنْ هَذَا الأَمْرِ) قال ابن بطَّالٍ: فيما دار بينهم دلالةٌ على أنَّ كلًّا من الطَّائفتين كان مجتهدًا، ويرى أنَّ الصَّواب معه (وَكَسَاهُمَا) أي: أبو مسعودٍ؛ كما صُرِّحَ به في الرِّواية اللَّاحقة لهذه [خ¦7105] (حُلَّةً حُلَّةً) و«الحلَّة»: اسمٌ لثوبَين (ثُمَّ رَاحُوا إِلَى المَسْجِدِ) وعند الإسماعيليِّ: «ثمَّ خرجوا إلى الصَّلاة يوم الجمعة»، وإنَّما كسا عمَّارًا تلك الحلَّة؛ ليشهد بها الجمعة؛ لأنَّه كان في ثياب السَّفر وهيئة الحرب، فكره أن يشهد الجمعة في تلك الثِّياب، وكره أن يكسوه بحضرة أبي موسى ولا يكسو أبا موسى، فكساه أيضًا، قاله ابن بطَّالٍ.


[1] في النسخ: «عامر»، والمثبت موافقٌ لما في كتب التراجم.
[2] في (ص): «إلى».
[3] في غير (د): «عنهما».