إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث ابن عمر: ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان

          7093- وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) أبو رجاءٍ البلخيُّ قال: (حَدَّثَنَا لَيْثٌ) هو ابن سعدٍ الإمامُ (عَنْ نَافِعٍ) مولى ابن عمر (عَنِ ابْنِ عُمَرَ ☻ : أَنَّهُ / سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلعم وَهْوَ) أي: والحال أنَّه (مُسْتَقْبِلٌ المَشْرِقَ) بالنَّصب، ولأبي ذرٍّ: ”المشرق“ بالجرِّ (يَقُولُ: أَلَا) بفتح الهمزة وتخفيف اللَّام (إِنَّ الفِتْنَةَ هَهُنَا) مرَّةً واحدةً من غير تكرارٍ (مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ) من غير شكٍّ بخلاف الأولى، وإنَّما أشار ╕ إلى المشرق؛ لأنَّ أهله يومئذٍ أهل كفرٍ؛ فأخبر أنَّ الفتنة تكون من تلك النَّاحية؛ وكذا وقع فكان(1) وقعة الجمل ووقعة صفِّين، ثم ظهور الخوارج(2) في أرض نجدٍ والعراق(3) وما وراءها من المشرق، وكان أصل ذلك كلِّه وسببه قتلَ عثمان بن عفَّان ☺ ، وهذا علمٌ من أعلام نبوَّته صلعم وشرَّف وكرَّم.


[1] «فكان»: مثبتٌ من (د) و(س).
[2] في (ص): «الحجَّاج»، وليس بصحيحٍ.
[3] في (د): «العراق».