إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا

          7094- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ) بفتح الهمزة والهاء بينهما زايٌ ساكنةٌ، آخرُه راءٌ، و«سعدٌ» بسكون العين، السَّمَّان (عَنِ ابْنِ عَوْنٍ) بفتح المهملة وسكون الواو بعدها نونٌ، عبد الله، واسم جدِّه: أَرْطَبان البصريِّ (عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ) ☻ أنَّه (قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلعم ) بفتح الذَّال المعجمة والكاف: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا) بهمزةٍ ساكنةٍ (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا، قَالُوا: وَفِي) ولأبي ذرٍّ: ”قالوا: يا رسول الله؛ وفي“ (نَجْدِنَا؟) بفتح النُّون وسكون الجيم، قال الخطَّابيُّ: نجدٌ من جهة المشرق، ومن كان بالمدينة؛ كان نجده(1) بادية العراق ونواحيها، وهي مشرق أهل المدينة، وأصل النَّجد: ما ارتفع من الأرض، وبهذا يُعْلَمُ ضعف ما قاله الدَّاوديُّ: إنَّ نجدًا من ناحية العراق، فإنَّه يوهم أنَّ نجدًا موضعٌ مخصوصٌ، وليس كذلك، بل كلُّ شيءٍ ارتفع بالنِّسبة إلى ما يليه يُسمَّى المرتفع نجدًا، والمنخفض غورًا (قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا) بتكرير «اللَّهم» أربعًا (قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَفِي نَجْدِنَا؟) قال ابن عمر: (فَأَظُنُّهُ) صلعم (قَالَ فِي الثَّالِثَةَ: هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ الشَّيْطَانِ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”يطلع قرن الشيطان“ فيبدأ(2) من المشرق، ومن ناحيتها يخرج يأجوج ومأجوج والدَّجَّال، وبها الدَّاء العضال؛ وهو الهلاك في الدِّين، وإنَّما ترك الدُّعاء لأهل المشرق‼؛ ليضعُفوا عن الشَّرِّ الذي هو موضوعٌ في جهتهم؛ لاستيلاء الشَّيطان بالفتن.
          والحديث سبق في «الاستسقاء» [خ¦1037]، وأخرجه التِّرمذيُّ في «المناقب»، وقال: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.


[1] زيد في (ص): «ناحية».
[2] في غير (د): «يبدأ».