إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شربة

          5702- وبه قالَ: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ) بفتح الهمزة وتخفيف الموحدة، الورَّاقُ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ الغَسِيلِ) عبدُ الرَّحمن بن سليمان قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ) بضم العين، ابن قتادة الظَّفَريُّ (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) الأنصاريِّ ☻ ، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ: إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ) يسهِّل الأخلاط البلغميَّة (أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ) يُسْتَفْرَغُ بها(1) ما فسدَ من الدَّم، وقد يتناولُ الفصد، وخصَّ الحَجْمَ بالذِّكر لكثرة استعمالِ العربِ له. وقال أهلُ الطِّبِّ: فصد البَاسِلِيق(2) ينفعُ لحرارةِ(3) الكبدِ والطُّحال والرِّئة ومن الشَّوْصة وذاتِ الجَنْبِ، وسائر الأمراضِ الدَّمويَّة العارضةِ من أسفلِ الرُّكبة إلى الوركِ، وفصد الأكحلِ ينفعُ من الامتلاءِ العارضِ في جميع البدنِ، وفصدُ القِيفَالِ من عللِ الرَّأسِ والرَّقبة إذا كثرَ الدَّمُ وفسدَ، وفصد الوَدَجين لوجع الطُّحالِ ووجعِ الجنبينِ، والحجامةُ على الكاهل تنفعُ من وجع المنكبِ والحلقِ، وعلى الأخدعينِ من أمراضِ الرَّأسِ والوجه والحلقومِ وتنقِّي الرَّأس، والحجامةُ على ظهرِ القدمِ من قُروح الفخذينِ والسَّاقين وانقطاعِ الطَّمثِ، والحجامةُ على أسفلِ الصَّدرِ نافعةٌ من دَماميل الفخذِ وبُثُوره والنِّقرس والبوَاسير (أَوْ لَذْعَةٍ) بذال معجمة وعين مهملة، كيٍّ (مِنْ نَارٍ) توافق الدَّاء، وتزيلهُ (وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ) لشدَّة ألمهِ، وعظمِ خطرهِ.


[1] في (م) و(د): «لها».
[2] قال الشيخ قطة ☼ : قوله: «الباسليق» هكذا في أكثر النسخ، وفي بعضها: الباسلتين، فليحرر. انتهى. قلت: صوابه المثبت، وهو وريد سطحي كبير في الأطراف العلوية للجسم، ويقوم بالعمل على تصريف دم أجزاء من اليد والساعد ، ويعرف عند الأطباء أيضًا باسم الوريد البازلي.
[3] في (د): «حرارة»، كذا في «الفتح».