تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: ذكروا النار والناقوس فذكروا اليهود والنصارى

          603- (عَبدُ الوَارِثِ) هو ابن سعيد بن ذكوان. (حَدَّثَنَا خَالِدٌ) زاد في نسخة: <الحذَّاءُ>. (عَن أَبي قِلَابَةَ) هو عَبد اللهِ بن زيد. (عَن أَنَس) في نسخة: <عن أَنَس بن مالك>.
          (وَالنَّاقُوسُ) هو ما يضرب به النصارى لصلاتهم، وهو خشبة طويلة تضرب بأصغرَ منها، وسيأتي الحديث مبسوطًا في الباب الآتي [خ¦606]. (أُمِرَ بِلَالٌ) _بالضمِّ_ أي: أمره النبي صلعم ؛ لأنه الآمر الناهي. (أَن يَشفَعَ الأَذَانَ) يعني يأتي بمعظم ألفاظه مثنى؛ إذ التكبير في أوَّله أربع، ولا إله إلا الله في آخره مفرد. (وَأَن يُوتِرَ الإِقَامَةَ) وهي إعلامٌ بالشروع في الصَّلاة بألفاظ مخصوصة، والمرادُ بإيتارها: أن يأتيَ بمعظم ألفاظها مفردًا إذ التكبير في أوَّلها اثنان، ولفظ: ((الإِقَامَةَ)) في أثنائها كذلك كما صرَّح به في الباب الآتي [خ¦605]، وإنَّما كرر لفظها لأنَّه المقصود فيها، وأما تكرير التكبير فهو تثنيةٌ صورةً لكنَّه مفردٌ حكمًا، ولذلك يستحب أن يُقال اللفظانِ بنفَس واحد، وإنما ثُنِّي الأذان لأنه إعلام للغائبين، وأُفردت الإقامة لأنها إعلام للحاضرين.