تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب إنما جعل الإمام ليؤتم به

          ░51▒ (بَابُ: إِنَّما جُعِلَ الإِمَامُ) اللام فيه للجنس، أو للعهد الذهني، والمعنى: إنما جُعل للناس إمامٌ للصلاة(1). (لِيُؤتَمَّ بِهِ(2)) أي: يُقتدى(3) (بِهِ) فيها. (وَهُوَ جَالِسٌ) أي: والناس خلفه قيامًا، ولم يأمرهم بالجلوس، فهو كالذي بعده مخصِّصٌ لعموم خبر: ((إِنَّما جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤتَمَّ بِهِ)) [خ¦688] الموافقِ له الترجمة.
          (إِذَا رَفَعَ) أي: من الركوع أو(4) السجود. (يَعودُ) إلى آخره إنما يعود إِذَا لم يرفع الإمام رأسه، وإلا فلا يعود، وسَبقُه بركنٍ بلا عذر لا يضر وإن كان حرامًا. (فِيمَن يَركَعُ مَعَ الإِمَامِ رَكعَتَينِ) أي: ركوعين. (وَلَا يَقدِرُ عَلَى السُّجُودِ) فيهما لنحو زحمةٍ. (يَسجُدُ لِلرَّكعَةِ الآخِرَةِ) في نسخة: <الأخيرة>. (سَجدَتَينِ ثُمَّ يَقضِي) أي: يؤدي الركعة الأولى بسجودِها، إنما لم يقل: الثانية؛ لاتصالِ الركوع الثاني بالأوَّل، ثم ما ذكره وجهٌ عند الشافعيَّة، والأصح: أنه يحسب ركوعه الأول، فركعته ملفَّقةٌ من ركوع الأولى وسجودِ الثانية. (فَمَن(5) نَسِيَ سَجدَةً حَتَّى قَامَ يَسجُدُ) أي: ويطرحُ القيامَ الذي فعلَهُ على غير نظم الصَّلاة.


[1] في (ع) والمطبوع و(د): ((في الصلاة)).
[2] قوله: ((به)) ليس في (ع) والمطبوع و(د).
[3] في المطبوع: ((ليقتدى)).
[4] في المطبوع: ((و)).
[5] في المطبوع: ((وفيمن))، وفي (د): ((فيمن)).