تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا؟وهل يلتفت في الأذان؟

          ░19▒ (بَابُ: هَل يَتَتَبَّعُ(1)) في نسخة: <يُتبِع(2) >بضم أوله، وسكون ثانية، وكسر ثالثه. (المؤَذِّنُ) _بالرفع_ فاعل ما قبلَه. (فَاهُ) مفعول، وفي نسخة: <المؤذنَ>_بالنصب_ مفعول، والفاعلُ مقدَّر؛ أي: يتتبع الشخصُ المؤذنَ، و(فَاهُ) بدلٌ من (المُؤَذِّنُ). (3) (فِي) حَيعَلتَي (الأَذَانِ) يمينًا وشمالًا، و(هَل)(4) في الموضعين بمعنى قد، كما في قوله تعالى: {هَل أَتَى عَلَى الإِنسانِ حِينٌ} [الإِنسان:1].
          (وَيُذكَرُ) بالبناء للمفعول. (أَنَّهُ جَعَلَ أُصبُعَيهِ) أي: أُنمُلَتي أصبعيه المسبِّحَتينِ. (في أُذُنَيهِ) ليُعِينه ذلك على زيادةِ رفع صوته، أو ليكون علامةً يعرف بها مَن به صَمَمٌ أو بَعُدَ عن المؤذن أنَّه(5) يؤذن.
          (وَكَانَ ابنُ عُمَرَ لَا يَجعَلُ أُصبُعَيهِ) أي: أُنملَتَيهِما (في أُذُنَيهِ) ويؤخذ منه مع ما قبله: أنَّ ميل البخاريِّ إلى عدم جعلهما في أذنيه، حيث عبَّر فيه بصيغة الجزم، وفي جعلهما (في أُذُنَيهِ) بصيغة التمريض.
          (إِبرَاهِيمُ) أي: النخعي. (لَا بَأسَ أَن يُؤَذِّنَ عَلَى غَيرِ وُضُوءٍ) لكنَّه مكروه عندنا.
          (عَطَاءٌ) أي: ابن أبي رباح. (الوُضُوءُ) أي: للأذان (حَقٌّ) أي: ثابت بالشرع (سُنَّة) أي: في الأذان.
          (كَانَ النَّبيُّ صلعم يَذكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحيَانِهِ) أي: سواء كان على وضوءٍ أم لا؛ لأن الأذان ذكر، فلا يُشترط له الوضوء كما لا يُشترط له توجُّه القبلة.


[1] في (د): ((تتبع)).
[2] في (ط): (((باب: هل تتبع)، في نسخة: <تتبع>))، وزاد في (ص): ((هل)) قبل ((يتبع)) الثانية.
[3] زاد في المطبوع و(ص) و(د): (((ههنا وههنا) أي يمينًا وشمالًا وعطف على هل يتتبع قوله: (وهل يلتفت) أي: المؤذن))، وفي (ط): زاد ((ومن هل يلتفت أي المؤذن)).
[4] في (د): ((لا فهل)).
[5] في (د): ((أن)).