تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب: يهوي بالتكبير حين يسجد

          ░128▒ (بَابُ: يَـُهوِي بِالتَّكبِيرِ حِينَ يَسجُدُ) _بفتح أولِ (يَـُهوِي)، وضمه وكسر ثالثه_ أي: يهبط.
          (نَافِعٌ) أي: مولى ابن عمر (يَضَعُ يَديهِ) أي: كفيه(1) (قَبلَ رُكبَتَيهِ) هو مذهب مالك، واحتج له بخبر أبي داود وغيره بإسناد جيد: ((إِذَا سجد أحدكم فلا يبرُك كما يبرُك البعير، وليضع يديه قبل رُكبتيه)). ومذهب(2) الثلاثة وفاقًا للجمهور: يضع ركبتيه قبل يديه؛ لأنهما أقرب إلى الأرض، واحتج له بخبر أبي داود وغيره(3)، وحسنه الترمذي عن أبي هريرة قال: ((رأيت النبي صلعم سجد(4) وضع رُكبتيه قبل يديه)). قال الخطابي: وهو أثبت من خبر تقديم اليدين، وأرفق بالمصلي، وأحسن في الشكل ورأي العين.
          ووجه مطابقة الأثر للترجمة: من جهة اشتمالها عليه؛ لأنها في الهوي بالتكبير إلى السجود، والهوي فعلٌ، والتكبير قولٌ، فالأثر يدل على الفعل، والحديث الآتي يدل عليه وعلى القول [خ¦803].


[1] قوله: ((يضع يديه أي كفيه)) ليس في (د).
[2] في (د): ((ويذهب)).
[3] قوله: ((وغيره)) ليس في (ع). الترمذي░268▒، النسائي░1089▒، ابن ماجه░882▒، وغيرهم.
[4] في (ط) والمطبوع و(د): ((إذا سجد)).