تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب: هل يبيع حاضر لباد بغير أجر؟وهل يعينه أو ينصحه؟

          ░68▒ (بَابُ هَلْ يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ؟) بأنْ يَقدُم البادي: وهو من قدم من البادية بمتاع تعمُّ الحاجة إليه، ويريد بيعه بسعر يومه، فيقول الحاضر: اتركه عندي لأبيعه بالتدريج بأغلى. (بِغَيْرِ أَجْرٍ) أي هل للحاضر أن يبيعه بغير أجرة يأخذها من البادي؟(1) وحاصل الترجمة: أنَّ البخاري أراد بها أن النهي عن بيع الحاضر للبادي محله إذا كان بأجرة لأنَّ الذي يبيع بها غرضه تحصيلها لا نصيحة البادي، والجمهور على أنَّ النهي عنه مطلق. (وَهَلْ يُعِينُهُ أَوْ يَنْصَحُهُ؟) أراد بالإعانة: إعانة البادي على غرضه من بيع متاعه بسعر يومه، وبالنصيحة: بيعه لَهُ على التدريج.
          (إِذَا اسْتَنْصَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيَنْصَحْ لَهُ) مؤيد لجواز بيع الحاضر للبادي إذا كان بغير أجرة لأنَّه من باب النصيحة.


[1] قوله: ((أي: هل للحاضر أن يبيعه بغير أجرة يأخذها من البادي؟)) ليس في (ع).