تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب آكل الربا وشاهده وكاتبه

          ░24▒ (بَابُ آكِلِ الرِّبَا) بمدِّ همزة (آكِلِ) وكسر كافه وبقصر (الرِّبَا) ومدُّه شاذٌّ، وهو لغة: الزيادة، وشرعًا: عقد على عوض مخصوص غير معلوم التماثل في معيار الشَّرع حالة العقد، أو مع تأخير في البدلين أو أحدهما، وقد بسطتُ الكلام على ذلك في «شرح الروض» وغيره. (وَشَاهِدِهِ) في نسخة: <وَشَاهِدَيهِ>. (وَكَاتِبِهِ) قضية العطف: أن الكاتب غير الشاهد، وعليه العمل ببلاد المغرب. ({الَّذينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا} [البقرة:275]) أي يأخذونه، وإنما عبَّر بالأكل لأنَّه أعظم المنافع ولأن الربا في المطعومات أغلب ({لَا يَقُومُونَ} [البقرة:275]) أي من قبورهم. ({إلا كَمَا يَقُومُ الَّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيطَانُ} [البقرة:275]) أي إلا قيامًا كقيام المصروع. ({مِنَ المَسِّ} [البقرة:275]) أي الجنون. (ذَلِكَ) أي العقاب. ({إِنَّمَا البَيعُ مِثْلُ الرِّبَا} [البقرة:275]) أي في الجواز، والمراد أنهم قالوا: إنما الربا مثل البيع، وإنَّما عدلوا عنه إلى ذلك للمبالغة، وهو أنَّه قد بلغ من اعتقادهم في حِلِّ الربا أنهم جعلوه أصلًا في الحل حتى شبهوا به البيع. ({فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ} [البقرة:275]) أي(1) عِظة. ({فَانْتَهَى} [البقرة:275]) أي عن أكله. / ({فَلَهُ مَا سَلَفَ} [البقرة:275]) أي قبل النهي، فلا تُسترد منه.
          ({وَمَنْ عَادَ}) أي إلى تحليل الربا وأكله. ({فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:275] في نسخة بعد قوله <{مِنَ المَسِّ} [البقرة:275] إلى قوله: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}> [البقرة:275].


[1] قوله: ((أي)) ليس في (ع).