التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب

          قوله: (بَابٌ إِذَا وَقَعَتِ الْفَأْرَةُ فِي السَّمْنِ الْجَامِدِ أَوِ الذَّائِبِ): اعلم أنَّ البُخاريَّ عنده لا فرق بين أن يكون الذي وقعت فيه الفأرة جامدًا أو ذائبًا، والحديث الذي ساقه هو الصَّحيح الذي أخرجه البُخاريُّ، وأبو داود، والتِّرْمِذيُّ، والنَّسَائيُّ [خ¦5539]، قال التِّرْمِذيُّ: (حسن صحيح)، قال: (ورُوِي عن الزُّهريِّ، عن عُبيد الله، عن ابن عَبَّاس، ولم يذكروا ميمونة، والصَّحيح: حديث ابن عَبَّاس عن ميمونة، قال: وروى معمرٌ عن الزُّهريِّ، عن سعيد، عن أبي هريرة نحوه، وهو غير محفوظ، سمعت مُحَمَّدًا يقول: حديث معمر في هذا خطأ، والصَّحيح: حديث الزُّهريِّ، عن عبيد الله، عن ابن عَبَّاس، عن ميمونة)، انتهى [خ¦1798].
          وأمَّا حديث التَّفصيل؛ فهو الذي رواه مَعمرٌ، عن الزُّهريِّ، عن سعيد بن المُسَيِّـَب، عن أبي هريرة، وسيأتي أنَّ أبا داود أخرجه، قال ابن القَيِّم في «معاليم الموقِّعين» في (فصل: وسُئِل عنِ الوضوء بماء البحر) ما لفظه: (وسُئِل عن فأرة سقطت في سمن، فقال: «ألقوها وما حولها، وكلوا سمنكم»؛ ذكره البُخاريُّ، ولم يصحَّ عنده التَّفصيل بين الجامد والمائع)، انتهى، وأمَّا حديث التَّفصيل؛ فأخرجه أبو داود في (الأطعمة) عن أحمد بن صالح والحسن بن عليٍّ؛ كلاهما عن عبد الرَّزَّاق، عن معمر، عن الزُّهريِّ، عن سعيد، عن أبي هريرة، قال عبد الرَّزَّاق: (ربَّما حدَّث به معمر عن الزُّهريِّ، عن عُبيد الله، عن ابن عَبَّاس، عن ميمونة، عن النَّبيِّ صلعم) / ، انتهى، قال التِّرْمِذيُّ لمَّا أخرج حديث ميمونة وقال: (حسن صحيح)؛ قال: (وقد روى عن الزُّهريِّ، عن عبيد الله، عن ابن عَبَّاس، ولم يذكروا ميمونة، والصَّحيح حديث ابن عَبَّاس عن ميمونة)، قال: (وروى معمرٌ، عن الزُّهريِّ، عن سعيد، عن أبي هريرة نحوه، وهو غير محفوظ، سمعت مُحَمَّدًا يقول: حديث معمر في هذا خطأ، والصَّحيح: حديث الزُّهريُّ عن عبيد الله، عن ابن عَبَّاس، عن ميمونة)، انتهى، وقد أخرجه الطَّبَرانيُّ في «الأوسط» من رواية ابن عمر مرفوعًا؛ أعني: التَّفصيل، وقد ذكره بنحوه الذَّهَبيُّ في «ميزانه» في ترجمة عبد الجبَّار بن عمر المذكور في سند الطَّبَرانيِّ.