التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب ما يكره من المثلة والمصبورة والمجثمة

          قوله: (بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْمُثْلَةِ): (يُكرَه) مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه، ومراده بالكراهة: التحريم، وهذا جارٍ على طريق الأقدمين؛ يريدون بالكراهةِ التحريمَ، وهو دليل القرآن: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}[الإسراء:38]، ولم يرد الكراهة التي يذكرها الأصوليُّون من أنَّها راجحةُ التَّرك.
          قوله: (مِنَ الْمُثْلَةِ): يقال: مَثَلْتُ بالحَيَوَان؛ إذا قطعتَ أطرافه، وشوَّهت به، ومَثَلْتُ بالقتيل؛ إذا جدعتَ أنفه، أو أذنه، أو مذاكيره، أو شيئًا من أطرافه، وقد تَقَدَّمَ [خ¦1293].
          قوله: (وَالْمَصْبُورَةِ): هي بفتح الميم، وإسكان الصاد المُهْمَلة، ثُمَّ مُوَحَّدَة مضمومة، ثُمَّ واو ساكنة، ثُمَّ راء مفتوحة، ثُمَّ تاء، و(الصبر): أن يُمسَك شيءٌ من ذوات الروح حيًّا، ثُمَّ يُرمَى بشيءٍ حتَّى يموتَ.
          قوله: (والمُجَثَّمَةِ): هي بِضَمِّ الميم، وفتح الجيم، ثُمَّ ثاء مُثَلَّثة مشدَّدة مفتوحة، ثُمَّ ميم، ثُمَّ تاء التأنيث، وهي كلُّ حَيَوَان يُحْبَس فيُرمَى، وهي المصْبُورة، و(الجثوم): الانتصاب على الرُّكَب، وفي «النهاية» لابن الأثير: (هي كلُّ حَيَوَان يُنصَب ويُرمَى ليقتل، إلَّا أنَّها تكثر في الطير، والأرانب، وأشباه ذلك ممَّا يجثم بالأرض؛ أي: يلزمها ويلصق بها، وجثم الطائر جثومًا، وهو بمنزلة البروك للإبل).