التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: صم ثلاثة أيام في الجمعة

          5052- [قوله]: (حَدَّثَنَا مُوسَى): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه موسى بن إسماعيل التَّبُوذَكيُّ الحافظ، و(أَبُو عَوَانَةَ): الوضَّاح بن عبد الله، و(مُغِيرَةُ): هو ابن مِقسم الضَّبِّيُّ تَقَدَّم، و(مُجَاهِدٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو): قيل: إنَّه لم يسمع منه، وقد ذكرتُ ذلك في (الصوم) [خ¦1978]، وسأذكره مطوَّلًا في (الأدب) [خ¦5991]، و(الديات) [خ¦6914]، وقد أخرج له عنه البُخاريُّ ثلاثة أحاديثَ؛ حديث: «ليس الواصل بالمكافئ» [خ¦5991]، وهذا الحديث: (أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً)، و«مَنْ قَتَلَ مُعاهِدًا» [خ¦3166]، والله أعلم، و(عَبْد اللهِ بْن عَمْرٍو): هو ابن العاصي، وفي الصَّحابة جماعةٌ اسمُ كلِّ واحدٍ منهم عبدُ الله بنُ عمرو؛ فلهذا ميَّزتُه.
          قوله: (أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ): هذه المرأة لا أعرف اسمها، وقال بعض الحُفَّاظ المِصْريِّين: (هي أمُّ محمَّد بنت مَحْمِيَة بن جَزْء الزبيديِّ، ذكرها ابن سعد)، ولم أرها في «تجريد الذَّهبيِّ»، والله أعلم.
          قوله: (ذَاتَ حَسَبٍ): هو بفتح السين، والحَسَبُ: ما يعدُّه الشخص مِن مفاخر آبائه، ويقال: حَسَبه: دِينه، ويقال: ماله، والرجل حسيب، وقد حَسُبَ _بالضمِّ_ حَسَابَة؛ مثل: (خَطُبَ خَطَابة)، قال ابن السِّكِّيت: (الحسب والكرم يكونان في الرجل، وإن لم يكن آباءٌ لهم شرفٌ، قال: والشرف والمجد لا يكونان إلَّا بالآباء).
          قوله: (كَنَفًا): (الكَنَف) هنا _بفتح الكاف والنون_: الثوب، والكنف: الستر، وكَنَتْ به عن الجماع، وقال ابن الأثير: («فأدخل يده في الإناء، وضرب بالماء وجهه»؛ أي: جمعها وجعلها؛ كالكِنْف؛ وهو الوعاء)، ثُمَّ قال: (ومنه... _فذكر هذا الحديث_ أي: لم يدخل يده معها؛ كما يدخل الرجل يده مع زوجته في دواخل أمرها، وأكثر ما يُروَى بفتح الكاف والنون، من الكَنَف؛ وهو الجانب؛ يعني: أنَّه لم يقربها)، فحاصل كلامه: أنَّه يُقرَأ بكسر الكاف وإسكان النون، وبفتحهما، وهو الأكثر، وابنُ قُرقُول لم يذكر فيه إلَّا فتح الكاف وإسكان النون، كما هو مقتضى عبارته، ونقل شيخنا عن الدِّمْياطيِّ كما قال في «النِّهاية»، والله أعلم.
          قوله: (فَقَالَ: «الْقَنِي بِهِ»): (القني): بهمزة وصل _فإن ابتدأتَ بها؛ كسرتَها_ وفتح القاف، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ وَصُمْ يَوْمًا): (أَفطِرْ): بفتح الهمزة، وكسر الطاء، رُباعيٌّ، وهذا ظاهرٌ، وقوله: (أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ وَصُمْ يَوْمًا): كذا في الأصول، وقد كنتُ استنكرت هذا اللَّفظ حين رأيته، وذلك لأنَّ قوله قبله: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْجُمُعَةِ» أكثر من هذا، ثُمَّ إنِّي رأيت شيخنا قال ما لفظه: (قال أبو عبد الملك والداوديُّ: هذا وهم في الرواية؛ يريد: أنَّ ثلاثة أيام في الجمعة أكثر من صيام يوم بعد يومين، وهو إنَّما طلب من الشارع أن يزيده في العمل، وهذا تدريج إلى النَّقص من العمل، قال الداوديُّ: إلَّا أن يريد ثلاثة أيام من قوله: «أفطر يومًا، وصُمْ يومًا»، وهذا خروج عن الظاهر)، انتهى.
          قوله: (صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ؛ صَوْمَ دَاوُدَ؛ صِيَامَ يَوْمٍ وَإِفْطَارَ يَوْمٍ): (صومَ داودَ): منصوب؛ لأنَّه بدل من (أفضلَ)، (وصيامَ يومٍ، وإفطارَ يومٍ): مثله منصوبان، والله أعلم، ويجوز رفع الأخيرين، والله أعلم.
          قوله: (كَبِرْتُ): هو بكسر الموحَّدة، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (يَعْرِضُهُ): هو بكسر الراء، وفتح أوَّله، ثُلاثيٌّ، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (وَأَحْصَى): أي: حَفِظ.
          قوله: (كَرَاهِيَةَ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّها بتخفيف الياء، وأنَّه يقال من حيث اللُّغةُ: كراهي [خ¦3/49-220].
          قوله: (وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فِي ثَلَاثٍ وَفِي خَمْسٍ)، وفي نسخة زيادة: (وَأَكْثَرُهُمْ عَلَى سَبْعٍ) انتهى: قال شيخنا: (يشبه أن يكون أراد بـ«الثلاث» و«السبع» ما رواه الإسماعيليُّ عن البغويِّ: حدَّثنا جدِّي: حدَّثنا هُشَيم، عن حُصين ومغيرة، عن مجاهد، عن ابن عمرٍو، و«الخمس» ذكرها البزَّار، وفي «مسند أحمد»: أنَّه ◙ نقله من أربعين ليلةً إلى سبع، زاد أبو(1) داود: «ولم ينزل عن سبع»، وعنده أيضًا: «لا يفقه القرآن من قرأه في أقلَّ من ثلاث»)، انتهى.


[1] في (أ) تبعًا لـ«التوضيح» ░24/166▒: (زاد ابن داود)، وفي هامش (أ): (لعله: أبي)، وفي هامش نسخة «التوضيح» بخطِّ البرهان: (لعلَّه سقط: أبي)، والزيادة في «سنن أبي داود» كما خُرِّج، و«سنن النسائي الكبرى» ░8014▒.