التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه

          قوله: (بابٌ خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ): ساق ابن المنَيِّر ما في الباب على عادته، ثُمَّ قال: (مطابقة الأحاديث للترجمة(1) بيِّنةٌ، إلَّا حديث سهل بن سعد _يعني: «أتت امرأة النَّبيَّ صلعم فقالت: إنَّها قد وهبت نفسها» [خ¦5029]، قال_: فظنَّ ابن بطال أنَّ وجه مطابقته: أنَّه زوَّجه المرأةَ بحرمة القرآن، وليس كذلك، بل يعني بقوله صلعم: «زوَّجتُكَها بما معك من القرآن»؛ أي: بأن تُعلِّمها ما معك من القرآن، فهو من قبيل التزويج على المنافع التي يجوز عقد الإجارة عليها، وعلى هذا حمله الأئِمَّة، وهو الذي فهمه البُخاريُّ، فأدخله في باب تعليم القرآن، والله أعلم، وقد ظهر بهذا الحديث فضلُ القرآن على صاحبه في الدين والدنيا؛ ينفعه في دينه بما فيه من المواعظ والآيات، وينفعه في دنياه؛ لأنَّه قام له مقام المال الذي يتوصَّل به إلى النكاح وغيره من المقاصد)، والله أعلم.


[1] في (أ): (بالترجمة)، والمثبت من مصدره.