التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: اذهب إلى عثمان فأخبره أنها صدقة رسول الله

          3111- قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): الظاهر أنَّه ابنُ عُيَيْنَة، ومستندي في ذلك أنِّي رأيتُ عَبْد الغَنيِّ في «الكمال» ذكر في ترجمة قُتَيْبَة بن سعيد: أنَّه روى عنِ ابنِ عُيَيْنَة، ولم يذكر في مشايخه الثَّوريَّ، ونظرتُ في مُحَمَّد بن سُوْقَة، فوجدتُه قد روى عنه السُّفيانان، فغلب على ظنِّي أنَّه ابنُ عُيَيْنَة، والله أعلم، ثُمَّ إنَّي رأيتُه بُعيد هذا(1) ذكر عن الحُمَيديِّ الحديثَ [خ¦3112]، فقطعتُ بأنَّه ابنُ عُيَيْنَة، والله أعلم(2).
          قوله: (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ): هو بضَمِّ السين المُهْمَلَة، ثُمَّ واوٍ ساكنة، ثُمَّ قافٍ مفتوحة، ثُمَّ تاء التأنيث، وهذا مَعْرُوفٌ عند أهله، وقد تَقَدَّمَ.
          قوله: (عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ): هو مُحَمَّد بن عليِّ بن أبي طالب، و(الحنفيَّة): أمُّه، اسمها خولةُ بنتُ جعفر بن قيس بن مسلم بن ثعلبة بن يَربوع بن ثعلبة بن الدُّول بن حنيفة، من سَبْيِ الصِّدِّيق، ترجمتُه معروفةٌ رحمةُ الله عليه.
          قوله: (أَغْنِهَا عَنَّا): (أغنِها): بالغين المُعْجَمَة، والنون مكسورة، قال ابن قرقول: («أغنِها»؛ بقطع الألف؛ أي: اصرفها وسيِّرها عنَّا، وقيل: كُفَّها عنِّي، وقيل: أغنِ عنِّي شَرَّك؛ أي: كُفَّه...) إلى آخر كلامه، ولابن الأثير نحوه، وقال شيخنا الشَّارح: (قال الخَطَّابيُّ: معناها: الترك والإعراض)، قال شيخنا: (وهو ثُلاثيٌّ، من قولهم: غَنِيَ فلان عن كذا؛ فهو غانٍ؛ مثل: عَلِمَ؛ فهو(3) عالم، ووقع في بعض الكتب: «أَغنها»؛ بفتح الهمزة، وصوابه ما تَقَدَّمَ)، انتهى، وقد ذكرت أنَّه كذلك في «المطالع» لابن قرقول، فلا حاجة إلى عزوه(4) لبعض الأصول؛ أي: النُّسخ، والله أعلم.
          3112- قوله: (وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ): تَقَدَّمَ مرارًا أنَّه عبدُ الله بن الزُّبَير الحُمَيديُّ، وأنَّه أوَّلُ شيخٍ حدَّث عنه البُخاريُّ في هذا «الصحيح»، وقد تَقَدَّمَ الكلامُ على نسبه وترجمته [خ¦1]، وقولُه هنا: (وقال فلانٌ): تَقَدَّمَ أنَّه يكون أخذه عنه في حال المذاكرة [خ¦142]، والله أعلم.
          [وقوله هنا: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هو ابنُ عُيَيْنَة](5).


[1] في (ب): (رأيته بعد ذلك).
[2] زيد في (ب): (انتهى).
[3] (علم؛ فهو): سقط من (ب).
[4] في (ب): (لعزوه).
[5] ما بين معقوفين جاء في (ب) بعد قوله سابقًا: (على نسبه وترجمته).