التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قسمة الإمام ما يقدم عليه ويخبأ لمن لم يحضره أو غاب عنه

          قوله: (بَابُ قِسْمَةِ الإِمَامِ مَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ، وَيَخْبَأُ لِمَنْ لَمْ يَحْضُرْ أَوْ غَابَ عَنْهُ): ذكر ابن المُنَيِّر ما ذكره البُخاريُّ على عادته، ثُمَّ قال: (في الكلام المشهور بين الناس: الهديَّة لمن حضر، وفي هذا الحديث خلافُ ذلك، وأنَّ الأمر موكولٌ إلى الاجتهاد) انتهى، هذا كلامٌ جارٍ بين الناس كما قال، ولكن له أصلٌ؛ وهو حديث: «من أُهدِيَ له شيء؛ فجلساؤه شركاؤه»، وقد تَقَدَّمَ عزوه في (الهبة) [خ¦51/25-4080]، لكنَّه ضعيفٌ بطرقه، وقد أشار البُخاريُّ إلى ذلك في (الهبة)، فقال: (بابٌ مَنْ أُهْدِيَ لَهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ جُلَسَاؤُهُ فَهُوَ أَحَقُّ به) بقوله: (ويُرْوَى: أنَّ جُلَسَاءَه شُرَكَاؤُه، وَلَمْ يَصِحَّ) انتهى [خ¦51/25-4080]، ولو قال: (فيه ردٌّ على ما يقوله الناس: من غاب؛ غابَ نصيبه)؛ كان له وجه أيضًا، والله أعلم.
          قوله(1): (وَيَخْبَأُ): هو بفتح أوَّله، وإسكان ثانيه، وبهمزةٍ في آخره.


[1] (قوله): سقط من (ب).