التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: أداء الخمس من الدين

          قوله: (بَابٌ أَدَاءُ الْخُمُسِ مِنَ الدِّينِ): ذكر ابن المُنَيِّر ما في هذا الباب على عادته، وهو حديث وفد عبد القيس، ثُمَّ قال: (ترجم عليه: «أداء الخمس من الإيمان») يعني: في أوَّل(1) «الصحيح» في (كتاب الإيمان) قال: (وفائدة الجمع بين الترجمتين: أنَّا إن قدَّرنا: الإيمان قولٌ وعملٌ؛ دخل أداء الخُمس في الإيمان، وإن قلنا: إنَّه التصديق بالله؛ دخل أداؤه في الدِّين، وهو عندي في لفظ الحديث خارجٌ عن الإيمان داخلٌ في الدِّين؛ لأنَّه ذكر أربع خصال: أوَّلها: الصلاة، وآخرها: أداء الخُمس، دلَّ أنَّه لم يَعْنِ بالأربع إلَّا هذه الفروع، وأمَّا الإيمان الذي أبدل منه الشهادة؛ فخارج عن العدد، فلو جُعِلَ الإيمان بدلًا من الأربع؛ لزاد العدد، ولو جعلت الأربع معطوفةً على الشهادة؛ لأخلَّ الكلام أيضًا، والذي يخلِّص من ذلك كلِّه إخراج الإيمان من الأربع، وجعل الشهادة(2) بدلًا منه، وكأنَّه قال: آمُرُ(3) بأربعٍ أصلُها الإيمان الذي هو الشهادة، ثُمَّ استأنف بيان الأربع؛ كأنَّه قال: والأربع: إقام الصلاة... إلى آخره، ولا ينتظم الكلام إلَّا كذلك، والله أعلم)، انتهى.
          وقد تَقَدَّمَ الكلام على ذلك في (باب أداء الخمس من الإيمان) في أوائل هذا التعليق، وقد ذكرتُ عنه جوابين هناك؛ فانظرهما، والذي يترجَّح عدُّ الإيمان منها، فإنَّه ╕ لمَّا ذكره؛ عقَدَ واحدةً كما هنا، فهو من الأربع، ولكنْ زادهم خامسة، وكانوا محتاجين إليها كما سبق هناك؛ فانظره [خ¦53].


[1] في (ب): (معنى أوَّل).
[2] (وجعل الشهادة): سقط من (ب).
[3] في (ب): (أمرنا).