التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها

          3110- قوله: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ): هو بفتح الجيم، وإسكان الراء، وهذا مَعْرُوفٌ ظاهرٌ، غير أنَّ ابن السَّكَن ضبطه: (الحَرَميُّ)؛ بالحاء المُهْمَلَة، وراء مفتوحة، وهو تصحيفٌ.
          قوله: (أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ كَثِيرٍ): هو بفتح الكاف، وكسر المُثَلَّثَة، وهذا مَعْرُوفٌ عند أهلِه.
          قوله: (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ): هو بحاءين مهملتين مفتوحَتَين، بعد كلِّ حاءٍ لامٌ؛ الأولى ساكنةٌ، والثانيةُ مفتوحةٌ، وقد تَقَدَّمَ.
          قوله: (الدُّؤَلِيِّ): وفي نسخةٍ: (الدِّيليِّ)، وهو يقال بهما، كما ذكره أبو عليٍّ الغسَّانيُّ في «تقييده».
          قوله: (أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ): تَقَدَّمَ مرارًا أنَّه مُحَمَّدُ بنُ مسلمٍ الزُّهْرِيُّ، العالمُ المشهورُ، و(عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ): تَقَدَّمَ مَرَّاتٍ أنَّه زينُ العابدين.
          قوله: (مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ): هذا هو يزيدُ بن معاويةَ بنِ أبي سُفيانَ صخرِ بن حرب بن أُمَيَّة ابن عبد شمس بن عبد مَنافٍ الأمويُّ الخليفةُ، أشهرُ مِن أن يُذكَر، قال الذَّهَبيُّ في «ميزانه»: (روى عن أبيه، وعنه: ابنُه خالدٌ، وعبدُ الملك بنُ مروانَ، مقدوحٌ في عدالته، ليس بأهلٍ أن يُروى عنه، وقال أحمدُ ابن حنبل: لا ينبغي أن يُروى عنه)، انتهى، وكيف يُروى عنه وقد قَتَل الحُسينَ بنَ عليِّ بن أبي طالبٍ أبا عبد الله، وأوقعَ بأهل الحَرَّة على يد مُسرِف بن عقبة _وقد تَقَدَّمَت(1) وقعة الحَرَّة(2) في كلامي، وكم قُتل فيها سنة ثلاث وستِّين [خ¦2959]_ وأرسلَ جيشَه إلى الكعبةِ لحصر ابن الزُّبَير؟! ومات سنة(3) أربعٍ وستِّين في ثالث عشرين ربيع الأوَّل، وقال الجاحظ: (في صفر).
          قوله: (مَقْتَلَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ(4) ☻): قُتِل الحُسين ☺ _سبطه صلعم وريحانته_ سنة إحدى وستين من الهجرة، يوم عاشوراء بكربلاء، ويعرف الموضع بالطَّفِّ، وكان ذلك يوم الجمعة، وقيل: يوم السَّبت، قَتله سنان بن أنس النَّخَعيُّ، ويقال: سنان بن أبي سنان، وهو(5) جدُّ شَريك القاضي، ويقال: بل الذي / قتله رجلٌ من مَذحِج، وقيل: قَتله شِمْر بن ذي الجَوْشَن، وكان أبرصَ، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحيُّ مِن حِمْيَر(6)، حزَّ رأسه، وأتى به عبيدَ الله بن زياد، وقال ابن معين: أهل الكوفة يقولون: الذي قَتله عمر بن سعد بن أبي وقَّاص، وكان إبراهيم بن سعدٍ يروي فيه حديثًا: أنَّه لم يقتله عمر بن سعد، قال ابن عَبْدِ البَرِّ: (إنَّما نُسِب قَتله إلى عمر بن سعد؛ لأنَّه كان الأمير على الخيل التي أخرجها عُبيد الله بن زياد، وفي شعر سليمان ابن قَتَّةَ _وقيل لغيره_: أنَّه اشتُرِك في قتله)، والله أعلم.
          قوله: (لَقِيَهُ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ): تَقَدَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ أنَّه بكسر الميم، وإسكان السين، وتَقَدَّمَ بعضُ ترجمتِه [خ¦189]، وتَقَدَّمَ أبوه مَخْرَمة أنَّه صحابيٌّ [خ¦926].
          قوله: (مُعْطِيَّ سَيْفَ رَسُولِ اللهِ صلعم): (سيفَ): مَنْصُوبٌ مفعول ثان لـ(مُعْط)، وهذا ظاهِرٌ، والأوَّل الضمير.
          قوله: (وَايْمُ اللهِ): تَقَدَّمَ الكلام عليها، وأنَّ همزتها همزة وصل على الصَّحيح، وما معناها [خ¦344].
          قوله: (لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِ أَبَدًا): (يُخلَص): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، وهذا ظاهِرٌ.
          قوله: (حَتَّى تُبْلَغَ نَفْسِي): هو بضَمِّ أوَّله، وفتح اللام، مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ أيضًا.
          قوله: (خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ): اسم بنت(7) أبي جهل المخطوبة: العوراء، وقيل: جويرية، وجزم السُّهَيليُّ بالثاني في (غزوة الفتح) من «روضه»، وقيل: اسمها جَهْدمة، أسلمت وصحبت ♦.
          قوله: (وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ): اعلم أنَّ الحافظ فتح الدين ابن سيِّدِ النَّاسِ قال في «سيرته الكبرى»: (كذا وقع في هذا الحديث قوله عن المِسْوَر: «وأنا يومئذٍ مُحْتلمٌ»، وهو وَهَمٌ، فإنَّ المِسْور ممن وُلد في السَّنة الثانية من الهجرة، بعد مولد ابن الزُّبَير بأربعة أشهر، فلم يُدْرِك مِن حياة رسول الله صلعم إلَّا نحو الثمانية أعوامٍ، ولا يُعَدُّ من كانت هذه سنُّه مُحْتلمًا، وقد روى الإسماعيليُّ في «صحيحه» هذا الحديثَ من هذا الوجه عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار: حدَّثنا يحيى بن مَعِين، عن يعقوب...؛ فذكره بسنده، [وفيه عن المِسْور: «وأنا يومئذٍ كالمُحْتلم»؛ يعني: في تثبُّتِه وحفظِه](8) ما يسمَعُه، فبيَّنتْ هذه اللَّفظة الصَّوابَ، ودارَ الحَمْلُ فيه على مَن دون يعقوب بين أحمد ومسلم، فوجدت الطبرانيَّ في «معجمه الكبير» قد رواه عن عبد الله بن أحمد عن أبيه كرواية مسلم، فبرئ مسلمٌ من عهدته أيضًا، كما برئ يعقوبُ ومَن فوقه، وقد رواه البُخاريُّ عن سعيد ابن مُحَمَّد الجَرْميِّ كرواية مسلم عن أحمد [خ¦3110]، فهو حديث اختُلف فيه على يعقوب، جوَّده يحيى بن مَعِين)، انتهى.
          والرِّواية التي أشار إليها ابنُ سيِّدِ النَّاسِ هنا، وأصلُ الحديث مذكور في «البُخاريِّ» في (الخُمُس)، و(الجمعة) [خ¦926]، و(أصهار النَّبيِّ صلعم) [خ¦3729]، ولكن هو مطوَّلٌ في (الخُمُس) هنا، والاعتراض فيه _والله أعلم_ ليس في المكانين المذكورين بل في المطوَّل هنا، والله أعلم.
          قوله: (وَذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ): هذا الصهرُ هو أبو العاصي بن الرَّبيع، [وقد قَدَّمْتُ [خ¦516] الاختلافَ في اسمِه، وكذا في اسمِ أبيه، والصحيح في اسم أبيه: الرَّبيع](9) بن عبد العُزَّى ابن عبد شمس بن عبد مَناف بن قصيِّ، أمُّه هالةُ بنتُ خُوَيلد أختُ خديجةَ ♦ وعن أختها(10).
          وقد ذُكِر في إعراب (بني عبد شمس) وجهان؛ فإن شئت؛ صرفتَ، وإن شئتَ؛ لم تَصرِف، والله أعلم.


[1] في (ب): (قدمت).
[2] في (ب): (حرة).
[3] في (ب): (لسنة).
[4] زيد في (ب): (بن أبي طالب).
[5] (وهو): ليس في (ب).
[6] (من حمير): سقط من (ب).
[7] في (ب): (ابنة).
[8] ما بين معقوفين تكرر في (ب) بعد قوله الآتي: (من دون يعقوب).
[9] ما بين معقوفين سقط من (ب).
[10] في (ب): (أخيها)، وهو تصحيفٌ، وزيد فيها: (والصحيح في اسم أبيه: الرَّبيع).