التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث علي: بينا أنا جالس في أهلي حين متع النهار

          3094- قوله: (قِصَّةُ فَدَكٍ): تَقَدَّمَ الكلام على (فَدَك) أعلاه؛ فانظره.
          قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ): هو بفتح الفاء، وإسكان الراء، نسبة إلى جدِّه أبي فَرْوة، وهو إسحاق بن مُحَمَّد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فَرْوة، روى عن مالكٍ وعدَّةٍ، وعنه: البُخاريُّ وعليٌّ البغويُّ، قال أبو حاتم: (صدوقٌ ربَّما لُقِّن؛ لذهاب بصره)، وقال مَرَّةً: (يضطرب(1))، ووهَّاه أبو داود، تُوُفِّيَ سنة ░226هـ▒، أخرج له البُخاريُّ، والتِّرْمِذيُّ، وابنُ ماجه، وله ترجمةٌ في «الميزان».
          قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تَقَدَّمَ مرارًا أنَّه الزُّهْرِيُّ مُحَمَّد بن مسلم، العالمُ المشهورُ، وكذا تَقَدَّمَ (مَالِك بْن أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ)، وأنَّ الصحيحَ أنَّه تابعيٌّ، كذا رجَّحه الذَّهَبيُّ، وهو الذي يظهر من كلام أبي عُمر، وإذا كان كذلك؛ فقد روى عن العشرة المشهود لهم بالجنَّة، وابنُ عَبْدِ البَرِّ لم يذكر قيسَ بن أبي حَازم أنَّه روى عن العَشَرة، إنَّما ذكر هذا [خ¦57] [خ¦2134]، والله أعلم.
          قوله: (حَتَّى أَدْخُلَُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ)، وكذا التي بعدها: (حَتَّى أَدْخُلَُ عَلَى عُمَرَ): يجوز في اللام الرفعُ والنصبُ، فمَن ضَمَّ؛ جعل (حتَّى) عاطفةً، فمعنى الكلام: انطلقت فدخلت، ومَن فتحها؛ كانت بمعنى: (كي)، ومثله: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ}[البقرة:214].
          قوله: (مَتَعَ النَّهَارُ): هو بفتح الميم والتاء المُثَنَّاة فوق، وبالعين المُهْمَلَة؛ أي: طال، قال يعقوب: علا واجتمع، وقال غيره: ذلك قبل الزوالِ.
          قوله: (إِذَا رَسُولُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ): رسول عمرَ لا أعرفه، قال بعض الحُفَّاظ: (قيل: هو يرفا، وفيه نظرٌ، فإنَّ يرفا إنَّما كان حاجبَه)، ويعلو على ما(2) نظَّره أنَّ(3) بُعَيد هذا: (فَبَيْنَا(4) أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ أَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَا)، اللهمَّ إلَّا أن(5) يقول: إنَّ المكان الثاني فيه نظرٌ أيضًا.
          قوله: (عَلَى رُِمَالِ سَرِيرٍ): هو بكسر الراء وضمِّها، وتخفيف الميم؛ أي: منسوجٌ من السَّعَفِ بالحبال، وقد تَقَدَّمَ [خ¦2468].
          قوله: (مُتَّكِئٌ): هو بهمزة في آخره، وهذا ظاهِرٌ.
          قوله: (يَا مَالُِ): هذا منادًى مرخَّمٌ، وفي لامه الكسر والضمُّ، وهذا مَعْرُوفٌ جدًّا.
          قوله: (أَهْلُ أَبْيَاتٍ): أي: قومٌ معهم أهلُهم.
          قوله: (بِرَضْخٍ): هو بفتح الراء، وإسكان الضاد، وبالخاء، المعجمتين، وهو العطيَّة، ويقال: القليلة منها.
          قوله: (فَاقْبِضْهُ): هو بهمزة وصل، وكسر المُوَحَّدة، وكذا (فَاقْبِضْهُ) الثانية.
          قوله: (حَاجِبُهُ يَرْفَا): هو بفتح المُثَنَّاة تحت، وإسكان الراء، وبالفاء، ثُمَّ ألف بغير همز، ومنهم من همز، حكاه النَّوويُّ في «شرحه لمسلم»، وفي «التهذيب» له أيضًا: (والمشهور ترك الهمز(6)، ولم يذكر فيه صاحبُ «المُحْكَم» إلَّا ترك الهمز)، وقال شيخنا مجد الدين في «القاموس» في (المهموز): (ويَرْفَأُ؛ كـ«يَمْنَعُ»: مولى عمر ☺)، انتهى، وفي «سنن البيهقيِّ» في (قسمة الفيء): أنَّه يُسمَّى اليرفا؛ بالألف واللام، وكذا في «أبي داود».
          قوله: (فَأَذِنَ لَهُمْ): هو بكسر الذال، فعل ماضٍ، وكذا (فَأَذِنَ لَهُمَا).
          قوله: (وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فِيمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ صلعم مِنْ مَالِ بَنِي النَّضِيرِ): تَقَدَّمَ قريبًا أنَّ هذه المخاصمةَ إنَّما كانت لأن ينفرد كلُّ واحدٍ بالمطلوب بالقيام عليه، لا أنَّهما يتنازعان في المطلوب إرثًا؛ لأنَّهما اطَّلعا على النصِّ بأنَّه ╕ لا يُورَث من زمن أبي بكر، والله أعلم، وتراه قال عمر لهما هنا وأقبل عليهما ونَشَدَهما الله: أتعلمان أنَّ رسول الله صلعم قد قال ذلك؟ أي: «لا نُورَث، ما تركنا صدقةٌ»، فأجابا بأنَّه قد قال ذلك.
          قوله: (وأَرِحْ): هو بفتح الهمزة، وكسر الراء، رُباعيٌّ، فعل أمر، وهذا ظاهِرٌ جدًّا.
          قوله: (تَيْدَكُمْ): بفتح التاء المُثَنَّاة فوق، ثُمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، مفتوح الدال المُهْمَلَة، قال ابن قرقول: («تَيْدَكم»: كذا للقابسيِّ وعُبْدُوس _يعني: على وزن «كَيْدَكم»_ وعن الأصيليِّ: «تِئْدُكم»؛ بكسر التاء، كذا لأبي زيد، قال أبو زيد: وهي كلمةٌ لهم، وعند بعض الرواة: «تَيْدُكم»؛ برفع الدال، وعند أبي ذرٍّ: «تَئِدْكم»، وسقطت اللفظة من رواية الجُرْجانيِّ، قال لنا الأستاذ أبو القاسم النَّحْويُّ: صوابه: «تَيْدَكم»، اسم الفعل من «اتَّأَدَ»، وحكاه عن أبي عليٍّ الفارسيِّ، / قال أبو عليٍّ: وأُراه من التُّؤَدة، وقد حكى سيبويه عن بعض العرب: بيس(7) فلان، وقال القاضي أبو الفضل: فالياء في «تَيْدَكم» مسهَّلة من همزة، والتاء مُبْدَلَة من واو؛ لأنَّه في الأصل: وَأَدَة، وفي كتاب «مسلم»: «اتَّئِدا(8)»؛ لأنَّه خطاب لهما، وفيه: «اتَّئد»؛ كأنَّه خاطب آخرهما نطقًا، وفي «البُخاريِّ»: «اتَّئِدوا» [خ¦4033]؛ أراد: جميع الحاضرين للقصَّة).
          قوله: (أَنْشُدُكُمْ): هو بفتح الهمزة؛ أي: أسألكم، وكذا قوله بعده: (أَنْشُدُكُمَا)؛ أي: أسألكما.
          قوله: (لَا نُورَثُ): تَقَدَّمَ قريبًا الكلام عليه [خ¦3092].
          قوله: (مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ): تَقَدَّمَ قريبًا الكلام عليه [خ¦3092].
          قوله: (قَالَ الرَّهْطُ): تَقَدَّمَ أنَّه ما دون العَشَرة من الرجال؛ كـ(النَّفَر) [خ¦27] [خ¦1354].
          قوله: (إِنَّ اللهَ خَصَّ رَسُولَهُ [صلعم] فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ): يعني: المال، فخصَّه بإحلال الغنائم، ولم تَحِلَّ لأحدٍ قبله، وخصَّه بما(9) أفاء الله عليه من غير قتال من أموال الكفَّار يكون له دون سائر الناس، وخصَّه بصفيِّه في الخُمس، وهذا معنَى ذِكْرِه هذا الحديث في هذا الباب، وقال القاضي عياض: (فيه احتمالان: تحليل الغنيمة له ولأمَّته، الثاني: تخصيصه بالفيء، إمَّا كلِّه أو بعضه)، وهل في الفيء خمس أم(10) لا؟ قال ابن المنذر: (لا نعلم أحدًا قبل الشَّافِعيِّ قال بالخمس في الفيء)، قال القاضي: (وهذا الثاني أظهر؛ لاستشهاد عمر ☺ على هذا بالآية)، انتهى.
          قوله: (وَلَا اسْتَأْثَرَهَا): أي: انفرد بها.
          قوله: (إِنَّهُ فِيهَا لَصَادِقٌ): (إنَّه): بكسر الهمزة؛ لأنَّ اللام في الخبر، وهذا ظاهِرٌ جدًّا، وكذا الثانية.
          قوله: (تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ): تَقَدَّمَ أنَّه أراد العمل عليه، وكذا عليٌّ، ولم يريدَاه على سبيل الإرث، إنَّما أرادا القيام عليه.
          قوله: (فَلَمَّا بَدَا لِي): (بدا): بغير همز؛ أي: ظهر، وهذا مَعْرُوفٌ.


[1] في (ب): (مضطرب).
[2] زيد في (ب): (ذكر).
[3] (أنَّ): ليس في (ب).
[4] في (ب): (قريبًا).
[5] زيد في (ب): (يكون).
[6] في (ب): (الهمزة).
[7] في النُّسختين: (بيئس)، وفوقها في (أ): (كذا)، والمثبت من مصدره.
[8] في النسختين: (اتئدوا)، و المثبت من هامش (أ) موافق لما في «صحيح مسلم».
[9] في (ب): (ممَّا).
[10] في (ب): (أو).