تعليقة على صحيح البخاري

باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفًا

          ░111▒ (بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَنَقَصَ مِنِ اسْمِهِ حَرْفًا).
          قوله: (يَا أَبَا هِرٍ): فليس من باب التَّرخيم، وإنَّما هو يقلُّ اللَّفظ من التَّصغير والتَّأنيث إلى التكثير؛ كما كنَّاه رسول الله صلعم بتصغير هذه، و(الهرُّ): السِّنَّور، وجمعه: هررة، وأمَّا قوله: (يا عائش) و(يا أنجش): فهو من باب النِّداء المرخَّم، والتَّرخيم: بنقصان أواخر الأسماء، يفعل ذلك العرب على وجه التَّخفيف، ولا يُرخَّم من الأسماء ما كان على ثلاثة أحرف، ساكن الوسط؛ مثل: عمْرو وفلْس؛ لأنَّ الثلاثة أقلُّ، إلَّا ما كان في آخره(1) [هاء] التَّأنيث؛ فإنَّه يُرخَّم، قلَّت حروفه أو كثرت، واختلف فيما إذا كان وسطه متحرِّكًا؛ مثل: عُمَر وجمَل، فمنع البصريون تصريفه، وأجازه الكوفيُّون، ويجوز في (عائش) و(أنجش(2)) ضمُّ الشِّين وفتحها.


[1] في (أ): (آخرها).
[2] في (أ): (النجش).