تعليقة على صحيح البخاري

باب: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

          ░78▒ ((1) بَابٌ: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي(2) ؛ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ).
          يريد: أنَّ الحياء ممدوح على ألسنة الأنبياء الأولين(3) ، ولم ينسخ في جملة ما نسخ من شرائعهم، قاله الخطَّابيُّ.
          قوله: (اصنع): أمرٌ، ومعناه: الخير؛ أي: إذا لم يكن لك حياء يمنعك من القبيح؛ صنعت ما شئت، يريد: ما تأمرك به النَّفس من الهوى، وفيه وجه آخر؛ أي: افعل ما شئت ما لا تستحيي منه؛ أي: لا تفعل ما تستحيي من فعله، وفيه وجه ثالث؛ معناه: الوعيد؛ كما قال: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت:40] : إنِّي بما تعملون خبير.


[1] زيد في (أ): (كتاب).
[2] في (أ): (تستحيي).
[3] في (أ): (الأولى).