تعليقة على صحيح البخاري

باب إثم القاطع

          ░11▒ (بَابٌ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ(1))؛ الحديث.
          معناه عند أهل السُّنَّة: لا يدخلها _يعني الجنَّة_ إن أنفذ الله عليه الوعيد؛ لإجماعهم أنَّ الله في وعيده لعصاة المؤمنين بالخيار، إن شاء؛ عذَّبهم، وإن شاء؛ عفا عنهم، ولاشكَّ أنَّ المتعاهد ☼ بأدنى البرِّ _كالسَّلام ونحوه_ غيرُ داخل في هذا الوعيد، والوعيد في [الذي] يقطعهم بالهجرة لهم والمعاداة، مع منعه إيَّاهم معروفه ومعونته، ورُوِي عن ابن حجيرة الأكبر: أنَّ رجلًا أتاه فقال: إنِّي نذرت ألَّا أكلِّم أخي، فقال: إنَّ الشَّيطان ولد له ولد، فسمَّاه نذرًا، وإنَّه من قطع ما أمر الله به أن يوصل؛ حلَّت عليه اللَّعنة، وهذا في كتاب الله في قوله تعالى: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ[وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ]أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد:25] .


[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة»: (إثم القاطع).