تعليقة على صحيح البخاري

كتاب التعبير

          ░░91▒▒ (كِتَاب التَّعْبِير).
          ░1▒ (بابٌ أَوَّلُ(1) مَا بُدِئَ(2) بِهِ رَسُولُ اللهِ صلعم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ(3) الصَّالِحَةُ).
          يريد / هنا: المسلم والكافر والنَّاسَ كلَّهم، إلَّا أنَّ ذلك يقع لهم في النادر(4) والوقت دون الأوقات، وخُصَّ رسول الله صلعم بعموم صدق رؤياه كلِّها ومنع الشَّيطان أن يُمثَّل في صورته؛ لئلَّا يتسوَّر(5) بالكذب على لسانه في النَّوم.
          الرُّؤيا جزء من أجزاء الوحي، واتَّفق العلماء على جواز رؤية الباري سبحانه وتعالى في المنام وصحتها، ولو رآه إنسان على صفة لا تليق بصفاته من صفات الأجسام؛ لأنَّ ذلك المرئيَّ غير ذات الله تعالى، ولا يجوز عليه التَّجسيم ولا اختلاف الأحوال، بخلاف رؤية سيدنا رسول الله صلعم.
          والرُّؤيا قسمان: صحيح وفاسد، فالأوَّل: ما كان ضمن اللَّوح المحفوظ، وهو الذي تترتَّب عليه الأحكام، والثَّاني: لا حكم له؛ وهو أنَّه يحدِّث النَّفس في اليقظة بشيء فيراه في المنام، أو من غلبة(6) الدَّم، أو من غلبة الصَّفراء، أو من غلبة البلغم، أو السَّوداء(7) .
          والرُّؤيا تنقسم على ثلاثة أنواع: فمحمودة بظاهر أو باطن، كمن يرى أنَّه كلَّم الباري سبحانه أو أحدًا من الأنبياء في صفة حسنة وبكلام طيِّب، وعكسه كمن(8) يرى أنَّ حيَّة لدغته أو نارًا أحرقته، [و] محمودة ظاهرًا، لا باطنًا؛ كسماع الملاهي وشمِّ الأزهار، وعكسه كمن يرى أنَّه نكح أمَّه أو يذبح ولده.


[1] في (أ): (أو).
[2] كذا في (أ)، وهي رواية أبي ذرٍّ الهرويِّ عن المستملي، ورواية «اليونينيَّة»: (بابُ التعبير وأَوَّلُ مَا بُدِئَ).
[3] (الصادقة): ليس في «اليونينيَّة».
[4] في (أ): (المنادرة).
[5] في (أ): (يتثور).
[6] في (أ): (عليه)، وكذا في المواضع اللَّاحقة.
[7] في (أ): (السودة).
[8] في (أ): (لمن).