تعليقة على صحيح البخاري

باب قول النبي: إنما الكرم قلب المؤمن

          ░102▒ (بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم: إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ).
          أي: لما فيه من نور الإيمان والتَّقوى، وقال في الباب الذي قبله: «لَا تُسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ»، وهذا هو المشهور في اللُّغة؛ أنَّ الكرْم _بسكون الرَّاء_ : العنب، سمِّي العنب كرمًا(1) ؛ لكرمه؛ وذلك أنَّه كذلك لقاطعه، قال: «ولا تسمُّوا العنب الكرم»، كره أن يسمَّى أصل الخمر باسم مأخوذ من الكرم، وجعل المؤمن الذي يتَّقي شربها ويرى الكرمَ في تركها أحقَّ بهذا الاسم الحسن؛ تأكيدًا لحرمته، وأسقط الخمر عن هذه المرتبة؛ تحقيرًا لها، وقيل: تأكيدًا لتحريمها، وسلبًا للفضيلة بتغيير اسمها المأخوذ عندهم من اسم الكرم.
          قوله: (إِنَّمَا الْمُفْلِسُ): أي: إن كان ذا دراهم، قال الجوهريُّ: كأنَّما صارت دراهمه فلوسًا وزيوفًا.


[1] في (أ): (كرم).