تعليقة على صحيح البخاري

باب ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف

          ░87▒ (بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْغَضَبِ وَالْجَزَعِ عِنْدَ(1) الضَّيْفِ)؛ الحديث.
          ألا ترى إلى الصِّدِّيق لمَّا رأى إباءة أضيافه من الأكل حتَّى يأكل معهم؛ آثر الأكل معهم، وحنث نفسه، واشتدَّ عليه تأخُّر عشائهم إلى ذلك الوقت من اللَّيل، فلحقه ما يلحق البشر من الغضب، ثمَّ لم يسعه مخالفة أضيافه لمَّا أبَوا من الأكل دونه، فرأى أنَّ من تمام برِّهم إسعاف رغبتهم، وترك التمادي والغضب، وأخذ في ذلك بقوله ◙: «مَن حلف على يمين، فرأى غيرَها خيرًا منها؛ فليكفِّر عن يمينه، ولْيأتِ الذي هو خير»، وكان مذهبُه اختيارَ الكفَّارة بعد الحنث.
          قوله: (بِاسْمِ اللهِ، الأُولَى مِنَ الشَّيْطَان): يعني: اللُّقمة الأولى؛ إخزاءً للشيطان؛ لأنَّه الذي حمله على الحلف.
          قوله: (دُونَكَ أَضْيَافَكَ).
          ومعنى (اطْعَمُوا): كُلُوا، قال الله تعالى: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا} [الأحزاب:53] .
          قوله: (اقْبَلُوا عَنَّا قِرَاكُمْ): أي: منَّا قراكم.
          قوله: (يا غُنْثَرُ): هو مشتقٌّ من (غثر)، والنُّون زائدة؛ مثل: غندر(2) ، والغثار [والغثر: سفلة الناس] .


[1] في (أ): (عن)، والمثبت موافق لما في «اليونينيَّة».
[2] في (أ): (غذرة).