تعليقة على صحيح البخاري

باب طيب الكلام

          ░34▒ (بَابُ طِيبِ الْكَلَامِ).
          الكلام الطَّيب مندوب إليه، وهو من جليل أفعال المرء؛ لأنَّه ◙ جعله كالصَّدقة بالمال، فوجه تشبيهه الكلمة الطَّيبة بالصَّدقة بالمال: هو أنَّ الصَّدقة بالمال يفرح بها، والكلمة الطَّيبة بالصدقة يفرح بها؛ ألا ترى أنَّها تذهب الشَّحناء وتحلُّ الفرح؛ كما قال الله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...}؛ الآية [فصلت:34] .
          معنى (أَشَاحَ بِوَجْهِهِ): صرف وجهه عن الشَّيء، وفعل هذا فِعْل الحذِر منه الكارِه(1) له؛ كأنَّه ◙ كان يراها ويجد ريح سعيرها، فنحَّى وجهه عنها.


[1] في (أ): (إنكاره).