عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الإطعام في الفدية نصف صاع
  
              

          ░7▒ (ص) بابٌ الإِطْعَامُ فِي الْفِدْيَةِ نِصْفُ صَاعٍ.
          (ش) أي: هذا بابٌ _بالتنوين_ يذكر فيه الإطعام في الفدية نصف صاعٍ، فـ(الإِطْعَامُ) مبتدأ و(نِصْفُ صَاعٍ) خبره؛ أي: نصفٌ لكلِّ مسكينٍ، وقال بعضهم: يشير بذلك إلى الردِّ على مَن فرَّق في ذلك بين القمح وغيره.
          قُلْت: ليس فيه إشارة إلى ذلك؛ لأنَّ قوله: (نصف صاعٍ) يُرَاد به نصف صاعٍ من قمحٍ؛ لأنَّ (نصف صاعٍ) عند الإطلاق ينصرف إلى القمح، ولا خلاف فيه، ويؤيِّد هذا ما في رواية مسلم في حديث كعب أيضًا: «أو إطعام ستَّة مساكين نصف صاعٍ نصف صاعٍ طعامًا لكلِّ مسكينٍ»، فقوله: «طعامًا» يبيِّن أنَّ المراد من (نصف صاعٍ) هو القمح، وبه يُفرَّق بين القمح وغيره، ويُردُّ بهذا على القائل المذكور في قوله: (يشير بذلك إلى الردِّ على مَن فرَّق بين القمح وغيره).