عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب استقبال الإمام الناس في خطبة العيد
  
              

          ░17▒ (ص) بابُ اسْتِقْبَالِ الإمَامِ النَّاسَ في خُطْبَةِ العِيدِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان استقبال الإمامِ النَّاسَ وقت خُطبته بعد صلاة العيد.
          فَإِنْ قُلْتَ: قد تَقَدَّمَ في (كتاب الجمعة) : (باب استقبال النَّاس الإمام إذا خطب)، وعُلِمَ من ذلك أنَّ الاستقبال سُنَّةٌ في الخُطبة، فيكون هذا تَكرارًا.
          قُلْت: أُجيب بأنَّه إِنَّما ذكر هذه الترجمة لدفع وَهمِ مَن يتوهَّم أنَّ العيد يخالف الجمعة في ذلك؛ لأنَّ استقبال الإمام في الجمعة ضروريٌّ؛ لأنَّه يخطُب على مِنْبَرٍ، بخلاف العيد فَإِنَّهُ يخطب فيه على رِجليه، كما تَقَدَّمَ في (باب خطبة العيد).
          (ص) وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَامَ النَّبِيُّ صلعم مُقَابِلَ النَّاسِ.
          (ش) هذا طرفٌ من حديث أبي سعيد الخُدْريِّ _وصله البُخَاريُّ في (باب الخروج إلى المُصَلَّى بغير مِنْبَرٍ) _ قال: كان النَّبِيُّ صلعم يخرج يوم الفِطر والأضحى إلى المُصَلَّى، فأَوَّلُ شيء يبدأ به الصَّلاة، ثُمَّ ينصرف فيقوم مقابل النَّاس... الحديث [خ¦956]، وفي رواية مسلم: (قام فأقبل على النَّاس... الحديث.