عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الأكل يوم النحر
  
              

          ░5▒ (ص) بابُ الأكْلِ يَوْمَ النَّحْرِ.
          (ش) أي: هذا باب في بيان حكم الأكل يوم عيد / النَّحر، ولم يذكر الأكل هنا في وقت مُعَيَّن كما ذكره مُعَيَّنًا في (باب الأكل يوم الفِطر)، فَإِنَّهُ قيَّده بقوله: (قبل الخروج) يعني: إلى المصلَّى؛ لأنَّ في حديث الباب: (فقام رجلٌ فقال: هذا يوم يُشتَهَى فيه اللَّحم) ولم يقيَّد بوقت، وكذلك في حديث البراء: «إنَّ اليوم يوم أكلٍ وشربٍ»، ولكن يمكن أن يكون المراد من (اليوم) بعض اليوم؛ كما في قوله تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ}[سورة:16]، ثُمَّ إنَّ هذا البعض مُجْمَلٌ، وقد فسَّره في حديث بُرَيْدَةَ، أخرجه التِّرْمِذيُّ والحاكم، وقد ذكرناه في الباب السَّابق، فَإِنَّهُ بيَّن فيه أنَّ وقت الأكل في هذا الحديث بعد الصَّلاة، كما بيَّن أنَّ وقته في عيد الفِطر قبل الصَّلاة.