إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لو علمت أنك تنظر لطعنت بها في عينك

          5924- وبه قال: (حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ) عبد الرَّحمن العسقلانيُّ الخراسانيُّ الأصل قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ) محمد بن عبد الرحمن (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلم ابن شهابٍ (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) بسكون العين (أَنَّ رَجُلًا) قيل: هو الحَكَمُ بن أبي العاص بن أميَّة والد مروان (اطَّلَعَ) بتشديد الطاء (مِنْ جُحْرٍ) بضم الجيم وسكون الحاء المهملة، من ثُقْبٍ (فِي دَارِ النَّبِيِّ صلعم ، وَالنَّبِيُّ) أي: والحال أنَّ النَّبيَّ ( صلعم يَحُكُّ رَأْسَهُ) بضم الحاء المهملة وتشديد الكاف (بِالمِدْرَى) بكسر الميم وفتح الراء بينهما دال مهملة ساكنة مقصور، عودٌ تُدْخِلُه المرأة في رأسها لتضمَّ بعض شعرها إلى بعضٍ، أو هو المشطُ له(1) أسنان يسيرةٌ، أو عود، أو حديدة كالخلال لها رأسٌ محدَّد، أو خشبة على شكلِ سنٍّ من أسنانِ المشط لها ساعدٌ يحكُّ بها الكبير ما لا تصلُ إليه يده من جسدهِ (فَقَالَ) صلعم للرَّجل المذكور: (لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُ) أي: إليَّ، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”تنتظر“ من الانتظار، والأولى أوجه (لَطَعَنْتُ) بفتح العين (بِهَا) أي: بالمِدْرى (فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ) بضم الجيم مبنيًّا للمفعول (مِنْ قِبَلِ الأَبْصَارِ) بكسر القاف وفتح الموحدة، و«الأَبْصار» بفتح الهمزة‼ وسكون الموحدة، جمع: بصر، أي: إنَّما جعل الشَّارع الاستئذان في الدُّخول من جهة البصر، أي: لئلَّا يقع بصرُ أحدهم على عورةِ من في الدَّار، فلو رماه صاحب الدَّار بنحو حصاةٍ فأصابتْ عينه فعميَ أو سرت إلى نفسهِ فتلف فهدر.
          وهذا الحديثُ أخرجهُ أيضًا في «الاستئذان» [خ¦6241] و«الدِّيات» [خ¦6901]، ومسلمٌ والتِّرمذيُّ في «الاستئذان»، والنَّسائيُّ في «الدِّيات».


[1] في الأصول كلها: «أوله» والتصويب من الفتح وغيره.