إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك

          5915- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (حِبَّانُ بْنُ مُوسَى)‼ بكسر الحاء المهملة وتشديد الموحدة (وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ) السِّمسار(1) المروزيُّ (قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ) بن المبارك المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا يُونُسُ) بن يزيد الأيليُّ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلمِ ابن شهابٍ (عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ) أبيه ( ☻ ) أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يُهِلُّ) يرفع صوته بالتَّلبية، حال كونه (مُلَبِّدًا) شعر رأسهِ، حال كونه (يَقُولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ) أي: إجابةً بعد إجابةٍ، أو إجابة لازمة (إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ) بكسر الهمزة على الاستئناف، وقد تفتح على التَّعليل، والأوَّل أجود لأنَّه يقتضي أن تكون الإجابة مطلقة غير معللة، وإنَّ الحمد والنِّعمة لله على كلِّ حال، والفتح يدلُّ على التَّعليل فكأنَّه يقول: أجبتُك لهذا السَّبب، والأوَّل أعمُّ، فهو أكثرُ فائدةً، و«النِّعمة» بالنَّصب ويجوزُ الرفع على الابتداء والخبر محذوفٌ، أي: إنَّ الحمد والنِّعمة مستقرَّة لك (وَالمُلْكَ) بالنَّصب وقد يرفع، أي: والملك كذلك (لَا شَرِيكَ لَكَ. لَا يَزِيدُ عَلَى هَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ).
          وهذا الحديثُ سبق في «باب التَّلبية» من «كتاب الحجِّ» [خ¦1549].


[1] «وأحمد بن محمد السمسار»: ليست في (د).