إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث ابن عمر: بينا رجل يجر إزاره خسف به فهو يتجلل في الأرض

          5790- وبه قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ عُفَيْرٍ) هو سعيدُ بن كثير بنِ عُفَير _بضم العين المهملة وفتح الفاء_ الحافظ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (اللَّيْثُ) بن سعد الإمام (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد أيضًا (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ) أمير مصر (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ الزُّهريِّ (عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ أَبَاهُ) عبد الله بن عمر بن الخطَّاب (حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: بَيْنَا) بغير ميم (رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ) من الخيلاء (خُسِفَ) بضم الخاء المعجمة وكسر السين المهملة، ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”إذ خسف“ (بِهِ فَهْوَ يَتَجَلْجَلُ) بجيمين ولامين (فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) وحكي إنَّ في بعض الرِّوايات: ”يتخلخلُ“ بخاءين معجمتين. قال في «الفتح»: وهو تصحيفٌ.
          وسبق الحديث في «ذكر بني إسرائيل» [خ¦3485].
          (تَابَعَهُ) أي: تابع عبد الرَّحمن بن خالد (يُونُسُ) بن يزيد الأيليُّ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلمٍ، وسبق موصولًا في أواخر «ذكر بني إسرائيل» [خ¦3485] (وَلَمْ يَرْفَعْهُ) أي: الحديث إلى النَّبيِّ صلعم (شُعَيْبٌ) هو ابنُ أبي حمزة، عن الزُّهريِّ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) وهذه وصلها الإسماعيليُّ من طريقِ أبي اليمان، عن ثمامةَ بلفظ: «جرَّ إزاره مسبلًا من الخيلاء» ولأبي ذرٍّ وأبي الوقتِ(1) وابن عساكرَ والأَصيليِّ: ”عن الزُّهريِّ “ وهي واضحةٌ.
          5790م# وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) أبو جعفر الجعفيُّ، البخاريُّ المسنَديُّ، قال‼: (حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ) هو أبو العبَّاس الأزديُّ البصريُّ الحافظ قال: (أَخْبَرَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ (أَبِي) جريرُ بن حازم بنِ زيد الأزديُّ (عَنْ عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ) أبي سلمة البصريِّ (قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَر(2) عَلَى بَابِ دَارِهِ فَقَالَ) بالفاء، ولأبي ذرٍّ: ”وقال(3)“ بالواو (سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ) / ☺ وهو(4) (سَمِعَ النَّبِيَّ صلعم نَحْوَهُ) أي: نحو الحديث السَّابق، وليس لجرير بنِ زيد في «البخاريِّ» سوى هذا الحديث، وقد خالف فيه الزُّهريَّ وغيره، فإنَّ الزُّهريَّ يقول: عن سالمِ بن عبد الله، عن أبيه، عن النَّبيِّ صلعم . قال المزِّيُّ في «أطرافه»: وهو المحفوظُ. انتهى.
          وتعقَّبه الحافظ ابنُ حجر في «النُّكت» بأنَّ قوله: المحفوظ يقتضِي أن تكون الرِّوايةُ شاذَّةً وليس كذلك، فإنَّ البخاريَّ رَجَحَ عنده أنَّه عن سالمٍ على الوجهين، عن أبيه وعن أبي هريرة بالقرينةِ(5) المرجِّحة لروايته عن أبيه إذ(6) الزُّهريُّ أحفظُ وأعرف بحديث سالمٍ من جرير، والقرينة المرجِّحة لرواية جريرِ بن زيد(7) القصَّة الَّتي وقعت في روايتهِ، وخلت عنها رواية الزُّهريِّ، فقد قالوا: إنَّ الخبرَ إذا كانت فيه لراويه قصَّة دلَّ ذلك على أنَّه ضَبَطَ.


[1] في (د): «ذرٍّ والوقت».
[2] في (ب) زيادة: «بن زيد الأزدي».
[3] «وقال»: ليست في (د).
[4] «وهو»: ليست في (ص) و(م).
[5] في (ب) و(س): «فالقرينة».
[6] في (ب): «أن».
[7] في (د): «يزيد».