إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: مرضت مرضًا فأتاني النبي يعودني وأبو بكر وهما ماشيان

          5651- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المُسْنَديُّ، قال (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عُيينة (عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ) هو محمد بنُ المنكدر بنِ عبد الله المدنيُّ، أنَّه(1) (سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ☻ يَقُولُ: مَرِضْتُ مَرَضًا فَأَتَانِي النَّبِيُّ صلعم يَعُودُنِي وَأَبُو بَكْرٍ) الصِّدِّيق ☺ في عام حجَّة الوداع (وَهُمَا مَاشِيَانِ، فَوَجَدَانِي أُغْمِيَ عَلَيَّ) وفي سورة النِّساء «لا أعقلُ شيئًا» [خ¦4577] (فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلعم ثُمَّ صَبَّ وَضُوءَهُ) أي: الماءَ الَّذي توضَّأ به (عَلَيَّ فَأَفَقْتُ) من ذلك الإغماء (فَإِذَا النَّبِيُّ صلعم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي؟ كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي(2)؟ فَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْءٍ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ المِيرَاثِ(3)) وسبق في «التَّفسير» من طريق ابن جُريج أنَّها: {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ}[النساء:11] [خ¦4577] وأنَّ الدِّمياطيَّ قال: إنَّه وهم، وإن الَّذي نزل في جابر آية الكَلالة(4) كما رواه شعبة [خ¦194] والثَّوريُّ(5) وما في ذلك من البحثِ، وقول ابنِ المنيِّر: إنَّ فائدةَ التَّرجمة أنَّ لا يعتقد أنَّ عيادةَ المريض المغمَى عليه ساقطةُ الفائدة؛ لكونه لا يعلم بعائدهِ، لكن ليس في حديثِ جابر التَّصريح بأنَّهما علما أنَّه مُغمى عليه قبل عيادتهِ، فلعلَّه وافقَ حضورهما، تعقَّبه في «الفتح» بأنَّ الظَّاهر من السِّياق وقوعُ ذلك حالَ مجيئهما وقبلَ دُخولهما عليه، ومجرَّد(6) علم المريضِ بعائدهِ(7) لا تتوقَّف مشروعيَّة العيادة عليه؛ لأنَّ وراء ذلك جبرُ خاطر أهلهِ، وما يُرجى من بركةِ دُعاء العائدِ، ووضع يدهِ على المريضِ، والمسح على جسدِهِ، والنَّفث عليه عند التَّعويذ(8).


[1] في (م) و(د): «قال».
[2] «كيف أقضي في مالي»: ليست في (م) و(د).
[3] في (م) و(د): «المواريث».
[4] «آية الكلالة»: ليست في (د).
[5] في (م): «النووي».
[6] في (م): «بمجرد».
[7] في (م): «بعائد».
[8] في (د): «التعوذ».