إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله

          5646- وبه قال: (حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ) بفتح القاف وكسر الموحدة، ابنُ عقبة قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) الثَّوريُّ (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان. قال المؤلِّف: (وَحَدَّثَنِي) بالإفراد (بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ) أبو محمد السَّخْتيانيُّ المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ)(1) قال: (أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان (عَنْ أَبِي وَائِلٍ) شقيق بنِ سلمة (عَنْ مَسْرُوقٍ) هو ابنُ الأجدع (عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) أنَّها (قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَلَيْهِ الوَجَعُ) أي / : المرض، والعربُ تسمِّي كلَّ وجعٍ مرضًا(2)، ولأبي ذرٍّ: ”الوجعُ عليه أشد“ (مِنْ رَسُولِ اللهِ صلعم ) و«الوجعُ» على الرِّواية الثَّانية رفع مبتدأ، وخبره «أشدُّ...» إلى آخره، والجملة بمنزلة المفعول الثَّاني لـ «رأيت» لأنَّها من داخل(3) المبتدأ، والخبر قد يكون جملة و«من» زائدة، والمعنى: ما رأيتُ أحدًا أشد وجعًا من رسولِ الله صلعم .
          وهذا الحديثُ أخرجه مسلمٌ في «الأدب»(4) والنَّسائيُّ في «الطِّبِّ»، وأبو داود(5) وابنُ ماجه في «الجنائز».


[1] «قال أخبرنا عبد الله»: ليست في (د).
[2] قال الشيخ قطة ☼ : الأنسب بتفسيره الوجع بالمرض أن يقلب العبارة بأن يقول: والعرب تسمي كل مرض وجعًا، وهو الذي تُشعر به عبارة «المصباح» حيث قال: ويقع الوجع على كل مرض . انتهى.
[3] كذا في الأصول الخطية، وفي شرح المشكاة للطيبي: «دواخل». قال الشيخ قطة ☼ : كذا في النسخ، ولعلَّ معناه أنها من متعلقات المبتدأ، وهو «أحد»، أي أنها في الأصل قبل دخول الناسخ كانت خبرًا عنه، فلما دخل الناسخ وهو: «رأى» صار المبتدأ مفعوله الأول، وخبره الذي هو الجملة المذكورة في محل المفعول الثاني، وأما قوله: «ومن زائدة» فغير ظاهر فتدبر. انتهى.
[4] «في الأدب»: ليست في (م).
[5] في (م) و(د): «الطب والوفاة».