إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب

          7119- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ الكِنْدِيُّ) بكسر الكاف وسكون النُّون، أبو سعيدٍ الأشجُّ، معروفٌ بكُنْيته وصفته قال: (حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ) الكوفيُّ(1) الحافظ قال: (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ) ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب العمريُّ (عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بضمِّ الخاء المعجمة وفتح الموحَّدة، وبعد التَّحتيَّة السَّاكنة موحَّدةٌ أخرى، ابن خبيب بن يسافٍ الأنصاريِّ (عَنْ جَدِّهِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ) أي: ابن عمر بن الخطَّاب، والضَّمير لعبيد الله بن عمر، لا لشيخه (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : يُوشِكُ) _بكسر المعجمة_ يقرب (الفُرَاتِ): النَّهر المشهور، وتاؤه مجرورةٌ على المشهور (أَنْ يَحْسِرَ) _بفتح التَّحتيَّة وسكون الحاء وكسر السِّين المهملتين، آخره راءٌ_ يَكشِف (عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا) بجزم «فلا يأخذْ» على النَّهي(2)، وإنَّما نهى عن الأخذ منه؛ لما ينشأ عن أخذه(3) من الفتنة والقتال عليه، وفي مسلمٍ: «يحسر الفرات عن جبلٍ من ذهبٍ، فَيُقْتَل(4) عليه النَّاس فيقتل من المئة تسعةٌ وتسعون، ويقول كلُّ رجل منهم: لعلِّي أكون أنا الذي أنجو»، والأصل أن يقول: أنا الذي أفوز به، فعدل إلى قوله: أنجو؛ لأنَّه إذا نجا من القتل؛ تفرَّد بالمال وملكه.
          والحديث أخرجه مسلمٌ في «الفتن»، وأبو داود في «الملاحم»، والتِّرمذيُّ في «صفة الجنَّة».
          (قَالَ عُقْبَةُ) بن خالد السَّكوني(5) بالسَّند المذكور: (وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ) بضمِّ العين، العمريُّ المذكور قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ) عبد الله بن ذكوان (عَنِ الأَعْرَجِ) عبد الرَّحمن بن هرمزٍ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ؛ مِثْلَهُ) مثل الحديث السَّابق (إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: يَحْسِرُ) أي: الفرات (عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ) بدل قوله: «عن كنز»، وأشار به أيضًا إلى أنَّ لعبيد(6) الله العمريِّ فيه إسنادين.


[1] في (د): «السَّكونيُّ»، وكلاهما صحيحٌ.
[2] في غير (ب) و(س): «الأمر».
[3] في (ب) و(س): «الأخذ».
[4] هكذا في الأصول، والذي في «مسلم»: «يقتتل».
[5] في غير (د): «اليشكريُّ»، وهو تحريفٌ.
[6] في (ع): «لعبد»، وهو تحريفٌ.