التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: صام النبي عاشوراء وأمر بصيامه

          1892- قوله: (صَامَ النَّبِيُّ صلعم عَاشُورَاءَ) هو بالمد وزن فاعولاء، والهمزة فيه للتأنيث، وهو معدول عن عاشرة للمبالغة والتعظيم.
          قوله: (فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ) اختلف العلماء هل كان واجبًا قبل فرض رمضان أم لا؟ والأشبه أنَّه لم يجب قط، وبالأوَّل قال أصحاب أبي حنيفة، ويوم عاشوراء هو عاشر المحرم ففي الترمذي مصححًا عن ابن عبَّاس أمر رسول الله صلعم بصوم عاشوراء اليوم العاشر، وفي مسلم عنه: إنَّه اليوم التاسع، ومن الغرائب: أن في تفسير أبي الليث السمرقندي: أن عاشوراء الحادي عشر، وحكاه الشيخ محب الدين الطبري.
          فائدة: خُصَّ عاشوراء بخصائص، قال الداوودي: ست عشرة، ولم يذكرها، وكان منها: نصر موسى ◙ ، وفلق البحر له، وغرق فرعون وجنوده، واستواء سفينة نوح على الجودي، وغرق قومه، ونجا يونس ╕ من بطن الحوت، وفيه تاب الله على آدم. قاله عكرمة. قال ابن حبيب: وفيه أخرج يوسف ╕ من الجب، وولد فيه عيسى، وروى معمر عن قتادة قال: ركب نوح السفينة في عشر بقين من رجب، ونزل منها يوم عاشوراء، وفيه تكسى الكعبة الحرام في كلِّ عام، ذكره ابن بطَّال عن ابن حبيب، وروى شعبة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا: «من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء؛ أوسع الله عليه سائر سنته»، قال جابر وأبو الزبير وشعبة: جربناه، فوجدناه كذلك، وقاله يحيى بن سعيد وابن عيينة أيضًا، ورواه أبو موسى المديني الحافظ في كتابه «فضائل الأيام والشهور»، ثمَّ قال: حديث حسن. وقِيلَ: إنَّما سُمي عاشوراء؛ لأنَّ الله تعالى أكرم فيه عشرة من الأنبياء بعشرة كرامات، أو لأنَّه عاشر كرامة أكرم الله بها هذه الأمة.