التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: إذا جامع في رمضان

          ░29▒ (باب إِذَا جَامَعَ فِي رَمَضَانَ).
          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ بغير عُذْرٍ وَلَا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ وَبِهِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالشَّعْبِيُّ وَابْنُ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمُ وَقَتَادَةُ وَحَمَّادٌ يَقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ) أمَّا تعليق أبي هريرة؛ فرواه الأربعة من حديث يزيد بن المُطَوِّس عن أبيه عنه، قال البخاري في «تاريخه»: تفرد به ابن المُطَوِّس عن أبيه، ولا يعرف له غيره، ولا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا، قال: وأبو المُطَوِّس اسمه: يزيد بن المطوس، وقال أحمد: يقولون: عن ابن المُطَوِّس، وعن أبي المُطَوِّس، قال: ولا أعرف ابن المُطَوِّس ولا أبا المطوس، وقال أبو داود: اختلف على سفيان وشعبة ابن المُطَوِّس وأبو المطوس، وقد رواه الدارقطني من حديث قيس عن عمرو بن مرة عن عبدالله بن الحارث عن عبدالله بن مالك عن أبي هريرة مرفوعًا مثله، وأخرجه النَّسائي من حديث علي بن حسين عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: ((لا يُقبل منه صوم سنة))، ومن حديث شريك عن العلاء بن عبدالرَّحمن عن أبيه عن أبي هريرة موقوفًا، وقال: لم يقضه يوم من أيام الدنيا، وقال أبو محمَّد بن أبي حاتم: قلت لأبي: أيهما أصح الثوري عن أبي المُطَوِّس أو شعبة عن ابن المطوس؟ قال: جميعًا صحيحان، أحدهما قصَّره والآخر جوَّده، وقال / يحيى بن معين وأبو حاتم البستي: أبو المُطَوِّس المكي يروي عن أبي هريرة ما لا يتابَع عليه، ولا يجوز الاحتجاج بأفراده، زاد يحيى: واسمه: عبدالله، وفي موضع آخر: هو ثقة، وابنه ذكره ابن حبَّان في «ثقاته»، وهذا حديث ضعيف لا يحتج بمثله كما قاله أبو الحسن علي بن خلف بن بطَّال القرطبي، وأوَّل ابن التين قوله: ((لم يقضه صيام الدهر)) على أن المراد: لا يدرك ذلك الفضل، ولم يتعرض لضعف الحديث.
          وأمَّا أثر ابن مسعود؛ فأخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان عن واصل عن مغيرة اليشكري عن بلال بن الحارث عنه قال: وحدَّثنا أبو معاوية عن عمر بن يعلى عن عرفجة عن علي نحوه.