التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب الريان للصائمين

          ░4▒ (بَابٌ الرَّيَّانُ لِلصَّائِمِينَ)
          الريان بوزن فعلان، أي: كثير الري نقيض العطش، سمي به؛ لأنَّه جزاء الصائمين على ظمئهم بالصوم في الهواجر وجوعهم، واكتفى بذكر الري عن الشبع؛ لأنَّه يدل عليه من حيث إنَّه يستلزمه، ثمَّ قيل: ليس المراد به المقتصر على صوم شهر رمضان أو أداء الصلاة أو الزكاة المفروضة، بل ملازمة النوافل من ذلك وكثرتها، وإنَّما أفرد لهم هذا الباب ليسرعوا إلى الري من عطش الصيام في الدنيا إكرامًا لهم واختصاصًا، وليكون دخولهم الجنَّة هنيئًا غير متزاحم عليهم عند أبوابها، فإن الزحام قد يؤدي إلى نوع من العطش، كما خص الشارع الصديق ☺ بباب في المسجد يقرب منه خروجه إلى الصلاة، ولا يزاحمه أحد وأغلق سائرها إكرامًا له وتفضيلًا، وقال الحربي: إن كان الريان بابًا؛ فلا كلام فيه، وإلا؛ فهو من الرواء، يقال: روي يُروى فهو ريان، والمعنى: إن الصوام بتعطيشهم أنفسهم في الدنيا يدخلون / من باب الريان ليأمنوا العطش، والريان باب حقيقة؛ لقوله في الحديث: ((فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ)).