التلويح شرح الجامع الصحيح

باب جوائز الوفد

          ░175▒ وقال البخاري في (بَابِ جَوَائِزِ الوَفْدِ):
          حدثنا قَبِيصة: حدَّثنا ابن عيينة [خ¦3053].
          قال الجيَّاني: كذا في نسخة أبي زيد والنَّسفي وأبي أحمد، وعن ابن السَّكن، عن الفِربري، عن البخاري: حدثنا قتيبة: حدَّثنا ابن عيينة.
          جعل بدل قَبيصةٍ قتيبةَ، وتكرر قتيبة عن ابن عيينة في مواضع، ولعلَّ البخاري سمع الحديث منهما، غير أنه لا يُحفَظُ لقبيصة عن ابن عيينة شيء في الجامع، ولا ذكره أبو نصر فيمن روى في الجامع عن غير الثوري.
          وأما (جَزِيرَةِ العَرَبِ) فقال أحمد بن المعدل: حدثني يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، قال: قال مالك بن أنس: جزيرة العرب المدينة ومكة شرَّفهما الله تعالى، واليمامة، واليمن.
          وفي رواية ابن وهب عنه: مكة والمدينة واليمن.
          وعن المغيرة بن عبد الرحمن: مكة والمدينة واليمن وقريَّاتُها.
          وعن الأصمعي: هي ما لم يبلغه ملك فارس، من أقصى عدنِ أبينَ إلى أطراف الشام، هذا الطول، والعرض من جُدَّة إلى ريف العراق.
          وفي رواية أبي عبيد عنه: الطول من أقصى عدن إلى ريف العراق طولًا، وعَرضُها من جُدَّة وما وراءها إلى / ساحل البحر أطراف الشَّام.
          وقال الشعبي: هي ما بين الكوفة إلى حضرموت.
          وقال أبو عبيدة: هي ما بين حفر أبي موسى بِطُوارة من أرض العراق، إلى أقصى اليمن في الطول، وأمَّا في العَرض فما بين رَمْل يَبْرِين إلى منقطع السماوة.
          قال أبو عبيد البكري: قال الخليل: سميت جزيرة العرب لأنَّ بحر فارس وبحر الحبش والفرات ودجلة أحاطت بها، وهي أرض العرب ومَعْدِنها.
          وقال أبو إسحاق الحربي: أخبرني عبيد الله بن شبيب، عن زهير، عن محمد بن فضالة: إنما سُمِّيَت جزيرة لإحاطة البحر بها، والأنهار من أقطارها وأطرافها، وذلك أنَّ الفرات أقبل من بلاد الروم فظهر بناحية قنسرين، ثم انحطَّ عن الجزيرة، وهو ما بين الفرات ودجلة، وعن سواد العراق حتى وقع في البحر من ناحية البصرة والأبلة، وامتدَّ البحر من ذلك الموضع مغرِّبًا مُطيفًا ببلاد العرب منقطعًا عليها، فأتى منها على سفوان وكاظمة، ونفذ إلى القطيف وهجر وأسياف عمان والشجر، وسال منه عُنق إلى حضرموت إلى أبين وعدن ودهلك، واستطال ذلك العنق فطعن في تهائم اليمن بلادِ حَكَمٍ والأشعريين وعَكٍّ، ومضى إلى جُدَّة ساحلِ مكة، وإلى الجار ساحل المدينة، وإلى ساحل تَيْماء وأَيْلَة حتَّى بلغ إلى قُلْزُم مصر وخالط بلادها، وأقبل النيل في غربي هذا العنق من أعلى بلاد السودان مستطيلًا معارضًا للبحر، حتَّى دفع في بحر مِصر والشام، ثم أقبل ذلك البحر من مصر حتَّى بلغ بلاد فلسطين، ومرَّ بعسقلان وسواحلها، وأتى على صور بساحل الأردن، وعلى بيروت وذواتها من سواحل دمشق، ثم نفذ إلى سواحل حمص وسواحل قنسرين، حتَّى خالط الناحية التي أقبل منها الفرات منحطًا على أطراف قنسرين والجزيرة إلى سواد العراق، فصارت بلاد العرب من هذه الجزيرة التي نزلوها على خمسة / أقسام: تِهامة، والحجاز، ونجد، والعروض، واليمن.
          وقوله في الحديث: (وَنَسِيتُ الثَّالِثَة) قال ابن التين: ورد في رواية أنها القرآن.
          وعن المهلب: حتَّى تجهيز جيش أسامة بن زيد.
          قال ابن بطال: كان المسلمون اختلفوا في تجهيز جيشه على أبي بكر، فأعلمهم أن النبي صلعم عهد بذلك عند موته.
          وقال عياض: يحتمل أنَّها قوله: «لَا تَتَّخِذُوا قَبرِي وَثَنًا»، فقد ذكر مالك معناه مع إجلاء اليهود.