التلويح شرح الجامع الصحيح

باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء

          ░3▒ بَابُ الدُّعَاءِ بِالجِهَادِ وَالشَّهَادَةِ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ
          وَقَالَ عُمَرُ: «ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي بَلَدِ رَسُولِكَ صلعم».
          هذا التَّعليق رواه البخاري مسندًا في آخر كتاب الحج، ولفظ ابن سعد في «الطبقات الكبير» عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن حفصة زوج النبي صلعم أنَّها سمعت أباها يقول: «اللَّهُمَ ارزُقنِي قَتلًا فِي سَبِيلِكَ، وَوَفَاةً فِي بَلَدِ نَبِيِّكَ، قَالَت: قُلتُ: وَأنَّى ذَلِك؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ يَأتِي بِأَمرِه أنَّى شَاءَ».
          وأخبرنا معن بن عيسى: حدَّثنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم؛ أنَّ عمر كان يقول في دعائه: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ، وَوَفَاةً بِبَلدِ رَسُولِكَ صلعم.
          وأخبرنا عبد الله بن جعفر الرَّقِّي: حدَّثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بُرْدة، عن أبيه، قال: رأى عوفُ بن مالك منامًا، فقصَّه على عمر بالشَّام، فيها: وإنَّ عمر شهيد مستشهد، فقال عمر: أنَّى لي الشَّهادة وأنا بين ظهراني جزيرة العرب، ولست أغزو، والنَّاس حولي؟ ثم قال: يلي، ويلي، يأتي الله جلَّ وعزَّ بها إن شاء الله تعالى.
          زاد أبو في كتابه: على يد عدوك.