التلويح شرح الجامع الصحيح

باب فضل رباط يوم في سبيل الله

          ░73▒ وَقَوْلِه جلَّ وعزَّ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا}[آل عمران:200].
          قال زيد بن أسلم: اصبروا على الجهاد، وصابروا العدو، ورابطوا الخيل على العدو.
          وعن الحسن وقتادة: اصبروا على طاعة الله، وصابروا أعداء الله، ورابطوا في سبيل الله.
          وعن الحسن أيضًا: اصبروا على طاعة الله، وصابروا على المصائب، وصابروا على الصلوات الخمس.
          وقال محمد بن كعب: اصبروا على دينكم، وصابروا لوعدي الذي وعدتكم عليه، ورابطوا عدوِّي وعدوَّكم حتى يترك دينه لدينكم، واتقوني فيما بيني وبينكم، لعلكم تفلحون غدًا إذا لقيتموني.
          قال ابن التين: الرباط على وجهين، الأول: المقام بثغر، وهو غير الوطن، فإن كان وطنه فليس برباط، قاله مالك.
          الثاني: هو رباط الخيل، وأصله من / الربط بالحبل والمِقود، ومعنى ربطها في سبيل الله: اتخاذها لهذا.
          والأصل فيه قوله: {وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ }[الأنفال:60].
          قَالَ ابن قتيبة: أصل الرباط والمرابطة أن يربط هؤلاء خيولهم، وهؤلاء خيولهم في الثغر، كل يُعد لصاحبه.