التلويح شرح الجامع الصحيح

باب مواقيت الصلاة

          ░░9▒▒ (بَابُ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ وَفَضْلِهَا)
          وَقَوْلُهُ تعالى: { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا }[النساء:103] مُوَقَّتًا: وَقَّتَهُ عَلَيْهِمْ.
          روى إسماعيل في كتابه «أحكام القرآن العظيم»: عند ذكر هذه الآية الكريمة من طريق حُمْرَانَ عن عُثْمَانَ ☺، عن النبيِّ صلعم قال: «مَنْ عَلِمَ أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ حَقٌ يقينٌ وَاجِبٌ مَكْتُوبٌ دخلَ الجنَّةَ». وعن عكرمة عن ابن عباس: { كِتَابا مَوْقُوتًا }: موجبًا، وكذلك / رواه من طريق أبي رجاء عن الحسن بن أبي الحسن، ومن طريق ليث عن مجاهد، ومن طريق معمر عن أبي جعفر: وَقَّتَهُ عليهم.
          قَالَ السَّفَاقُسيُّ: رُويناه عن البخاري بالتشديد، وهو في اللغة بالتخفيف، ويدلُّ على صحته (مَوْقُوتًا) إذ لو كان مشددًا لكان (مُوَقَّتًا) تقول: وقَّته فهو مَوْقُوتٌ إذا بيَّن للفعل وقتًا يفعل فيه، فقال: والمواقيت جمع ميقاتٍ، وهو الوقت المضروب للفعل والموضع. انتهى.
          قال أبو المعالي في «الكتاب المنتهى»: كلُّ ما جُعِلَ له حين وغاية فهو مُوَقَّتٌ، ووقَّتَه ليومِ كذا أي: أَجَّلَه، وَفِي «الصِّحَاحِ»: قال الله تعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ}[المرسلات:11] وَ{وُقِتَتْ} مخفَّفة، وفي «الجامع» و«المحكم»: وقتٌ مُوْقوتٌ، ومَوْقُوتٌ محدودٌ، وفي «نوادر أبي علي» هارون بن زكريا الهَجَري: قال القَرْديُّ: أيقتوا مَوْقِتًا آتيكم فيه.