التلويح شرح الجامع الصحيح

باب: كان النبي إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال

          ░112▒ باب كون النَّبِيِّ صلعم إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ أَوَّلَ النَّهَارِ أَخَّرَ القِتَالَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ.
          قال المهلَّب: يريد قوله: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ»، فهو يستبشر بما نصره الله به من الرِّياح، ويرجو إهلاك أعدائه بالدبور كما أهلكت عاد، وإذا هلك عدوه بالدَّبُور فقد نصر بها، فكان إذا لم يقاتل أوَّل النَّهار _وهو الوقت الذي تهبُّ فيه الرياح_ أخَّر حتَّى تزول الشَّمس وتهبَّ رياح النَّصر، ويتمكَّن من القتال بوقت الإبراد وهبوب الرِّياح؛ لأنَّ الحرب كلما استحرت وحمي المقاتلون بحركتهم فيها وما حملوه من سلاحهم هبت أرواح العشي، وبرَّدت من حرِّهم، ونشَّطتهم، وخفَّفت أجسامهم، بخلاف اشتداد الحر.
          وقد روى التِّرمذي من حديث النُّعمان بن مقَرِّن، قال: غزوت مع النَّبي صلعم فكان إذا طلع الفجر أمسك حَتَّى تطلع الشمس، وإذا طلعت قاتل، فإذا انتصف النهار أمسك حتَّى تزول الشمس، وإذا زالت الشمس قاتل حتَّى العصر، ثم أمسك حتَّى يصلي العصر، ثمَّ يقاتل، وكان يقال عند ذلك: تهيج رياح النَّصر، ويدعو المؤمنون لجيوشهم في صلاتهم.
          ثم قال: وقد روي عن النعمان بسند أوصل من هذا، ثم ذكر قطعة منه، وقال: حسن صحيح / .