التلويح شرح الجامع الصحيح

باب قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله}

          ░12▒ بَابُ قَوْلِ اللهِ / جلَّ وعزَّ: {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }[الأحزاب:23].
          ذكر الواحدي من حديث إسماعيل بن يحيى البغدادي، عن أبي سنان، عن الضحاك، عن النزال بن سبرة، عن علي قال: قالوا له: حَدِّثَنا عن طلحة، فقال: ذَاكَ امرؤ نزلت فيه آية من كتاب الله جلَّ وعزَّ: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}[الأحزاب:23] طلحة ممن قضى نحبه، لا حساب عليه فيما يستقبل.
          ومن حديث عيسى بن طلحة أن النبي صلعم مَرَّ عليه طلحةُ فقال: «هذا ممن قضى نحبه».
          وقال مقاتل في «تفسيره»: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ} ليلة العقبة بمكة.
          {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} يعني: أجله فمات على الوفاء؛ يعني: حمزة وأصحابه المقتولين بأُحُد.
          {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}: يعني: المؤمنين، من ينتظر أجله على الوفاء بالعهد.
          {وَمَا بَدَّلُوا} كما بدَّلَ المنافقون.