التلويح شرح الجامع الصحيح

باب فضل الصوم في سبيل الله

          ░36▒ وذكر البخاري في:باب الصَّوْمِ فِي سَبِيلِ اللهِ تعالى
          حديث أَبِي سَعِيدٍ يرفعه: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» [خ¦2840].
          وعند الترمذي عن أبي هريرة: «أربعين»، وفي لفظ: «سبعين»، وقال: غريب من هذا الوجه.
          وفي «العلل»: قال محمد: لا أعلم رواه إلا ابن لهيعة عن أبي الأسود.
          وعنده من حديث القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة صُدَيٍّ: «جعل الله بينه وبين النار كما بين السماء والأرض» وقال: غريب.
          وعند ابن عساكر: «بعَّدَه الله من النار مسيرة مئة سنة حُضر الفرس الجواد».
          وعنده أيضًا من حديث أبان عن أنس: «من صام يومًا في سبيل الله تباعدت منه جهنم خمسمئة عام».
          وعنده أيضًا من حديث مِنْدل بن علي، عن عبد الله بن مروان، عن بعجة، عن أبيه، عن ابن عمر: «من صام يومًا في سبيل الله فهو بسبعمئة يوم».
          وعند الطبراني من حديث مكحول، عن عقبة بن عامر: «بعدت منه جهنم مئة سنة».
          ولفظ النسائي من حديث القاسم بن عبد الرحمن: «بعدت منه جهنم مسيرة مئة سنة».
          وعند أبي القاسم الطبراني من حديث عبد العزيز، عن مكحول، عن عمرو بن عبسة: «باعد الله وجهه عن النار مسيرة مئة عام».
          وعند ابن جميع: أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى: حدَّثنا أبو عتبة: حدَّثنا بقية، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر: «من صام يومًا في سبيل الله جلَّ وعزَّ جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق، كل خندق كما بين سبع سماوات وسبع أرضين».
          أخبرنا به المسند المعمر عبد المحسن الصابوني، أخبرنا جدي أبو حامد، أخبرنا ابن المرستاني، أخبرنا ابن المسلم، أخبرنا ابن طلاب عنه.
          وعند أبي يعلى الموصلي من حديث يحيى بن أيوب، عن زَبَّان بن فَائدِ، عن سهل بن معاذ، عن أبيه: «مَن صام يومًا في سبيل الله متطوِّعًا في غير رمضان بَعُدَ من النار مئة عام، سيرَ المُضْمَّرِ المجيد».
          وعند ابن أبي عاصم عن عتبة بن عبدٍ السُّلَمي: «من صام في سبيل الله يومًا متطوعًا باعد الله ما بينه وبين النار مسيرة ما بين السماء والأرض، ومن صام يومًا في سبيل الله فريضة باعده الله من جهنهم كما بين السماوات السبع وبين الأرضين السبع». في سنده رجل غير مسمَّى.
          وهذه الأحاديث وإن اختلف ألفاظها فإن معناها متقارب؛ إذا نظرنا إلى حضر الجواد وإلى السير من غير / حضر، وإذا فرقنا بين الفرض والتطوع الثابت، والله تعالى أعلم.