التلويح شرح الجامع الصحيح

كتاب الجنائز


          اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم إلى يوم الدين
          ░░23▒▒ كِتَابُ الجَنَائِزِ
          ░1▒ بَابُ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله /
          هذا الكلام بعضُ حديثٍ رواه أبو داود عن مالك بن عبد الواحد المِسْمَعي، عن الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عَريب، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن معاذ بن جبل، قال رسول الله صلعم: «من كان آخرَ كلامه لا إله إلا الله دخل الجنَّة»، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
          ولأبي زُرْعة عند وفاته فيه حكاية.
          وقيل لوَهْب بن منبِّه: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنَّة؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فُتِح لك، وإلا لم يفتح لك.
          هذا القول وقع في حديث مرفوع إلى النبي صلعم، ذكره البيهقي عن معاذ بن جبل: أن رسول الله صلعم قال له حين بعثه إلى اليمن: «إنك ستأتي أهل كتاب، فيسألونك عن مفتاح الجنَّة، فقل: شهادة أن لا إله إلا الله، ولكن مفتاح بلا أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك».
          وفي «سيرة ابن إسحاق»: «لمَّا أرسل العلاء بن الحضرمي، إذا سُئِلت عن مفتاح الجنَّة، فقل: مفتاحها لا إله إلا الله».
          وفي «مسند» أبي داود الطيالسي: حدَّثنا سليمان بن معاذ الضبي، عن أبي يحيى القتَّات، عن مجاهد، عن جابر بن عبد الله: قال رسول الله صلعم: «مفتاح الجنَّة الصلاة».
          وذكر أبو نعيم الأصبهاني في كتابه «أحوال الموحِّدين الموقنين»: «أن أسنان هذا المفتاح هي الطاعات الواجبة من القيام بطاعة الله تعالى وتأديتها، والمفارقة لمعاصي الله تعالى ومجانبتها».
          وفي كتاب ابن التين وغيره عن عبد الصمد بن معقل قال: «كان وهب بن منبه جالسًا في مجلس ابن عباس ☻ فسئل: أليس تقول: إن مفتاح الجنَّة لا إله إلا الله؟ قال: بلى، وجدته في التوراة، ولكن اتخذوا له أسنانًا، فسمع ذلك ابن عباس فقال: أسنانه والله عندي، أولها: شهادة أن لا إله إلا الله وهو المفتاح، والثاني: الصلاة وهو القنطرة، والثالث: الزكاة وهي الطهور، والرابع: الصوم وهو الجُنَّة، والخامس: الحج وهي الشريعة، والسادس: الجهاد، والسابع: الأمر بالمعروف وهو الألفة، والثامن: الطاعة وهي العصمة، والتاسع: الغسل من الجنابة وهي السريرة وقد خاب من لا سنَّ له، هذا والله أسنانها».