التلويح شرح الجامع الصحيح

باب العيدين

          ░░13▒▒ (بابُ العِيدَيْنِ وَالتَّجَمُّلِ فِيهِ)
          حديث عمر تقدم في الجمعة.
          وروى الشافعي عن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلعم كَانَ يَلْبَسُ بُرْدَ حِبَرَةَ فِي كُلِّ عِيدٍ».
          وعن إبراهيم: حَدَّثَنا جعفر بن محمد قال: «كَانَ النَّبِيُّ صلعم يَعْتَمُّ فِي كُلِّ عِيْدٍ».
          وعند ابن خزيمة من حديث الحجاج عن أبي جعفر عن جابر: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم كان يَلْبَسُ بُرْدَهُ الأَحْمَرَ فِي العِيدَيْنِ وَالجُمُعَةِ» وقال: حجاج؛ أظنه حجاج بن أبي عثمان.
          وعند البيهقي عن أبي رزين عن علي بن ربيعة قال: «شَهِدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ عِيدٍ مُعْتَمًّا، قَدْ أَرْخَى عِمَامَتَهُ مِنْ خَلْفِهِ، وَالنَّاسُ مِثْلُ ذَلِكَ».
          وعن نافع: «أَنَّ ابنَ عُمَرَ كَانَ يَلْبَسُ فِي العِيدَيْنِ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ».
          وقال ابن سيده: العيد كل يوم فيه جَمْعٌ، واشتقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، وقيل: اشتقاقه من العادة لأنهم اعتادوه، والجمع أعياد لزم البدل، ولو لم يلزم لقيل: أعواد كريح وأرواح، وفي «الجامع»: يوم العيد معناه اليوم الذي يعود فيه الفرح والسرور، وفي كتاب ابن التين: سُمِّيَ عيدًا لكثرة عوائد الله تعالى فيه على عباده.
          وأول عيد صلَّاه رسول الله صلعم عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة.
          وعند أبي داود عن أنس قال: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلعم المَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ: «مَا هَذَانِ اليَوْمَانِ؟» قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: «إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى، وَيَوْمَ الفِطْرِ» إسناده صحيح.