التلويح شرح الجامع الصحيح

باب إضمار الخيل للسبق

          ░57▒ بَابُ إِضْمَارِ الخَيْلِ لِلسَّبْقِ
          ذكر فيه حديث ابن عمر المتقدم في كتاب الصلاة: «أَنَّ النبي صلعم سَابَقَ بَيْنَ الخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ، وَكَانَ أَمَدُهَا مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ»، وَأَنَّ ابنَ عُمَرَ كَانَ سَابَقَ بِهَا [خ¦2869].
          وعند ابن أبي عاصم من حديث عاصم بن عمر، عن نافع، عنه: «أن النبي صلعم سابق بين الخيل، وجعل بينهما سبقًا ومُحَلِّلًا».
          قال: وقال أبو موسى، عن نعيم، عن ابن المبارك: ومحللًا.
          وعن عبيد الله عن نافع عنه: «أن النبي صلعم سبق بين الخيل وراهن».
          قال ابن بطال: إن قال قائل: كيف ترجم «باب إضمار الخيل للسبق» وذكر أن النبي صلعم سابق بين الخيل التي لم تضمر؟
          فالجواب: أنه إنما أشار بطرفٍ من الحديث إلى بقيته، وأحال بسائره؛ لأن تمام الحديث: «سابق بين الخيل التي ضُمِّرَت وبين الخيل التي لم تُضَمَّر».
          وذلك كله موجود في حديث واحد، [فلا] حرج عليه في ثبوته.
          قال ابن المنير: إن البخاري يترجم على الشيء من الجهة العامة، فقد يكون ثابتًا وقد يكون منفيًا، فمعنى قوله: «باب إضمار الخيل للسبق» أي: هل هو شرط أم لا؟ فبيَّنَ أنه ليس بشرط؛ لأنه صلعم سابق بها مضمرة وغير مضمرة، وهذا أقعد بمقاصد البخاري.