تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب ما جاء في عذاب القبر

          ░86▒ (بَابُ مَا جَاءَ فِي عَذَابِ القَبْرِ) أي من الآيات والأحاديث، ولا مانع(1) أن يعيد الله الحياة في جزء من الجسد أو في جميعه فيثيبه(2) أو يعذبه، ولا يمنع من(3) ذلك كون الميِّت قد تفرَّقت أجزاؤه، أو أكلته / السِّباع والطُّيور وحيتان البحر، كما أنَّه(4) يعيده للحشر، وهو تعالى قادر على ذلك، فلا يستبعد تعلُّق روح الشَّخص الواحد في آنٍ واحد بكل واحد من أجزائه المتفرِّقة في المشارق والمغارب، فإنَّ تعلُّقَهُ ليس على سبيل الحلول حتَّى يمنعه الحلول في جزء آخر، بل هو على سبيل التَّدبير.
          (وَقَولِهِ تَعَالَى) بالجرِّ عطف على (عَذَابِ) أو بالرَّفع على الاستئناف.
           ({إِذِ الظَّالِمُونَ}) في نسخة: <{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ}>. ({فِي غَمَرَاتِ المَوْتِ}) أي شدائده. ({وَالمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} [الأنعام:93]) أي(5) لقبض أرواحهم أو للعذاب، يقولون لهم(6) تعنيفًا: ({أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ}) إلينا لنقبضها، أو لنعذبها(7) ({عَذَابَ الهُونِ}) زاد في نسخة: <قال أبو عبد الله: الهُوْن> (هُوَ الهَوَانُ) زاد في نسخة(8) قبله: <والهُونُ> والمعنى يزيد(9) العذاب المتضمِّن لشدَّة وإهانة، (والهَوْنُ) بالفتح (الرِّفْقُ) ذكره لمناسبة الهُون بالضم لفظًا.
           ({سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} [التوبة:101]) أي بالفضيحة أو القتل في الدنيا، وعذاب القبر. ({ثُمَّ يُرَدُّونَ}) أي في الآخرة. ({إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة:101]) أي بالنَّار. ({وَحَاقَ}) أي نزل. ({سُوءُ العَذَابِ}) أي الغرق في الدُّنيا ثمَّ (النَّارُ) في الآخرة. ({يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا}) أي يحرقون بها. ({غُدُوًّا(10) وَعَشِيًّا}) أي صباحًا ومساءً. ({وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ}) يقال: {أَدْخِلُوا} يا (11) {آلَ فِرْعَوْنَ}. ({أَشَدَّ العَذَابِ} [غافر:46]) أي عذاب جهنم.


[1] زاد في (ط): ((من)).
[2] قوله: ((فيثيبه)) ليس في (ع).
[3] قوله: ((من)) ليس في (ط).
[4] زاد في (ع) و(ط) و(ص) و (د): ((تعالى)).
[5] في (ح): ((أو)).
[6] قوله: ((لهم)) ليس في (ط).
[7] في (ط): ((لنقضها أو لعذبها)).
[8] ((قال أبو عبد الله: الهون، (هو الهوان) زاد في نسخة)) ليس في (ط).
[9] في (ع): ((يريد))، و في (د): ((يؤيد)).
[10] في (ط): ((غدا)).
[11] قوله: ((يا)) ليس في (ع).