تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار

          1238- (الأَعْمَشُ) هو سليمان بن مهران. (شَقِيْقٌ) هو أبو وائل بن سلمة.
          (عَنْ عَبْدِ اللهِ) أي ابن مسعود ☺.
          (يُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا) لفظ (شَيْئًا) ساقط من نسخة.
           (وَقُلْتُ أَنَا) إلى آخره، أخذ ذلك ابنُ مسعود من أن نفي السَّبب يلزم منه نفي(1) المسبَّب(2)، فإذا انتفى الشِّرك، لم يدخل النَّار فيلزم دخول(3) الجنَّة إذ لا ثالث لهما، أو من قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء:48] ونحوه، وما ذكره من أن المرفوع الوعيد، والموقوف(4) الوعد(5)، مخالف لما في مسلم من عكس ذلك، ولما فيه أيضًا من أنَّهما(6) مرفوعان، وجمع النَّوويُّ بينهما(7) بأنَّ ابنَ مسعود سمع اللَّفظتين(8) من النَّبيِّ صلعم لكنَّه في وقتٍ حفظَ إحداهما، ولم يحفظ الأخرى، فرفع المحفوظة، وضمَّ الأخرى إليها، وفي وقت بالعكس، قال: فهذا جمع بين روايتي ابن مسعود، وموافقة لرواية غيره في رفع اللَّفظين.


[1] قوله: ((السَّبب يلزم منه نفي)) ليس في (ع).
[2] قوله: ((نفي السبب)) ليس في (ط).
[3] في (ع) و(ص)و (د): ((دخوله)).
[4] زاد في (ص): ((أشد)) وتحتها علامة لعلها نسخة.
[5] في (د): ((الوعيد)).
[6] في (ع): ((أنها)).
[7] في (د): ((بينها)).
[8] في (ع): ((اللفظين)).